كيف تضمن دخولك الجنة ؟

طريق الجنة

طريق الجنة من الكتاب والسنّة  : 

الطمع في الجنة والهرب من النار :

هي أغلى الأمنيات وقمة التطلعات. 
وضمان دخولك الجنة ليس من الأسرار أو من علم المكنونات والغيبيات ،
بل هو من الحاضرات والمشهودات ،
وان كنت تشك في كلامي وتطلب الدليل ، فاقرأ قول الله تعالى في سورة النساء الاية رقم 31(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ) 

والسؤال : اذن ما كبائر مانهى الله عنها من الذنوب ؟

يقول الامام فخر الدين الرازي :

 من الناس من قال : جميع الذنوب والمعاصي كبائر .

روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال :" كل شيء عصى الله فيه فهو كبيرة ، فمن عمل شيئا منها فليستغفر الله ، فان الله تعالى لا يخلد في النار من هذه الأمة إلا راجعا عن الاسلام ، أو جاحدا فريضة ، أو مكذبا بقدر" ،
واعلم أن هذا القول ضعيف لوجوه : 

الحجة الأولى : هذه الآية ، فان الذنوب لو كانت بأسرها كبائر لم يصح الفصل بين ما يكفِّر باجتناب الكبائر ، وبين الكبائر .

(قلت. ولو صحّ هذا القول عن ابن عباس لكان معنى الاية: إن تجتنبوا جميع الذنوب نكفر الذنوب وهذا فاسد لأنه يعني انتفاء الذنوب وانتفاء التكفير ) 

الحجة الثانية : قوله تعالى : { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ } [ القمر : 53 ] وقوله : { لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا } [ الكهف : 49 ] . 

الحجة الثالثة : ان الرسول عليه الصلاة والسلام نص على ذنوب بأعيانها أنها كبائر . 

( قلت ) عن أنس رضي الله عنه قال : 
سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الكبائر قال ( الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور ) حديث متفق عليه 
وفي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ ) 
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ 
قَالَ: ( نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ ) 

الحجة الرابعة : قوله تعالى : { وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكفر والفسوق والعصيان } [ الحجرات : 7 ] وهذا صريح في أن المنهيات أقسام ثلاثة : أولها : الكفر ، وثانيها : الفسوق . وثالثها : العصيان ، فلا بد من فرق بين الفسوق وبين العصيان ليصح العطف ، وما ذاك إلا لما ذكرنا من الفرق بين الصغائر وبين الكبائر ، فالكبائر هي الفسوق ، والصغائر هي العصيان .

وقال الرازي : هب أن الذنوب كلها كبيرة من حيث أنها ذنوب ، ولكن بعضها أكبر من بعض ، وذلك يوجب التفاوت .
إذا ثبت أن الذنوب على قسمين بعضها صغائر وبعضها كبائر ، فالقائلون بذلك فريقان : منهم من قال : الكبيرة تتميز عن الصغيرة في نفسها وذاتها ، 
ومنهم من قال : هذا الامتياز إنما يحصل لا في ذواتها بل بحسب حال فاعليها . 
أما القول الأول : فالذاهبون اليه والقائلون به اختلفوا اختلافا شديداً ، ونحن نشير إلى بعضها ،

تعريف الكبيرة :

 فالأول : قال ابن عباس :
كل ما جاء في القرآن مقرونا بذكر الوعيد فهو كبيرة ، نحو قتل النفس المحرمة وقذف المحصنة والزنا والربا وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف .
الثاني : قال ابن مسعود : افتتحوا سورة النساء ، فكل شيء نهى الله عنه حتى ثلاث وثلاثين آية فهو كبيرة ، ثم قال : مصداق ذلك : { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنهَوْنَ عَنْهُ } [ النساء : 31 ]

- ( قلت ) الكبائر نوعان ، الأول يكون الذنب في حد ذاته يشمل الكبير والصغير مثل باب النساء المحرمات فصغيره مثل القبلة ونحوها وكبيره الزنا ، ودليله والذي يتوافق مع الآية ،الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود : 

( أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فأنزل الله ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ).فقال الرجل يا رسول الله ألي هذا ؟ قال ( لجميع أمتي كلهم )

والنوع الثاني هو في نفسه كبير وليس في بابه صغير مثل قتل النفس عمدا 

والكبيرة اما ان ينص عليها كما جاء في الحديث الصحيح ، أو يحد لها عقوبة مثل السرقة ، أو تقرن بوعيد وتهديد بعذاب مثل أكل مال اليتيم وقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) .
روى ابن جرير الطبري عن الضحاك بن مزاحم قال :

 ( الكبائر: كل موجبة أوجبَ الله لأهلها النار . وكل عمل يقام به الحدُّ ، فهو من الكبائر ) .انتهى

وقد صنف العلماء كتبا في الكبائر مثل الذهبي وذكر سبعون كبيرة :
منها ترك الصلاة ومنع الزكاة المفروضة وافطار رمضان ،
والسّحر والقمار والظلم المتعمد في القضاء والنميمة وأذى الجيران . 

- قوله تعالى ( مُدْخَلًا كَرِيمًا ) قال الطبري فهو: الطيب الحسن، المكرَّم بنفي الآفات والعاهات عنه، وبارتفاع الهموم والأحزان ودخول الكدر في عيش من دَخله، فلذلك سماه الله كريمًا. 

الخلاصة :

1- قلت : وبمفهوم الآية فان صغائر ما نهى الله عنه يكفرها الله ويدخل الجنة من لم يفعل الكبائر ،
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ ) صحيح مسلم . 

2-تفصيل وتعداد منهيات ما قبل الآية وما بعدها:

ولكي تجتنب الكبائر اذن عليك معرفتها وحصرها ، ومن غير كتب ولا مكتبات ،
اقرا سورة النساء وتتبع المنهيات وهي كالتالي :
1.النهي عن أكل مال اليتيم وظلمه .2.ظلم صدقات النساء ومهورهن .3.لا تؤتوا أموالكم السفهاء .4.الظلم في الميراث. 5.اتيان فاحشة الزنا .6.نكاح المحارم .7.أكل المال الحرام.8.قتل النفس .9.لاتتمنوا ما فضل الله به البعض.10.نشوز الزوجات .11.الشرك بالله.12عدم الاحسان بالوالدين .13. كتمان فضل الله "البخل".14.رئاء الناس.15.عصيان الرسول .16.شرب المسكرات .17.تحريف معاني آيات الكتاب.18.الطعن في الدين وفي الرسول.19.النهي عن تزكية النفس .20.خيانة الأمانة .21.الظلم في القضاء .22.النهي عن أحكام الطاغوت.23.التقاعس عن الجهاد .24.سخط ماقدره الله.25.اذاعة الاشاعات .26.موالاة الكافر .27.النهي عن سكنى دار الحرب من الكافرين .28. اضاعة الصلاة .29.لاتجادل عن الفاسقين .30.عدم الاستغفار والتوبة .31.اتهام الابرياء .32.ولاية الشيطان وطاعته .33. ظلم الزوجات .34.كتمان الشهادة والجور فيها .35.شهود السخرية بالدين .36.الجهر بالقول السيء .37.الكفر ببعض الرسل .38.نقض المواثيق.39.اتباع الظن في العقيدة .40.أكل الربا .41.الغلو في الدين .42.الاستكبار عن التذلل لله .
شاهد الفيديو 

تعليقات