تفسير الوضاح

 

البيان والأحكام في نفسير القرآن 


* تحميل تفسير الوضاح 

الحاجة الى تفسير القرآن :

قيل لي : ما حاجة الناس لكتاب جديد في تفسير القرآن ، والمكتبة الاسلامية تعج بالتفاسير القديمة والحديثة وكتب الائمة من الأولين والمستأخرين ؟ 

(قلت . ماتزال الأمة تتسابق في خدمة كتابها المنزل من رب العالمين ،ولا يزال النقص والكمال دائرا بين كتب التفسير ، 
فهذا إمام أطال في نقل طرق روايات المفسرين وأقوالهم وذكر صحيحها وسقيمها ، 
وذاك أطال في تفريعات الأحكام وأقوال الفقهاء ،
وآخر أطال في الرد على فرق المبتدعة ،
هذا ومنهم من أحسن وأجاد في ذكر مراد وتأويل الآية ثم قصّر في أختها ، فكنت أدور بين أقوالهم وتفاسيرهم حيث أجد الحق والصحيح والكافي والوجيز. اذن فنحن لن نقم بالتفسير فقد كفانا مؤنته جهابذة الاسلام ، وحُجة المسلمين من الصحابة والتابعين ، وأئمة التفسير مثل الطبري و الرازي والقرطبي و ابن كثير وابن الجوزي ،وانما عملنا هو اختصار ما قالوه ، 
وابراز أفضل ما كتبوه، والتغاضي عمّا دون ذلك ، والاكتفاء بالصحيح من الضعيف ، ثم المزج بين أقوال المفسرين ، 
مع ذكر اسم المفسّر من صحابي أو تابعي أو إمام فهذا من أمانة نقل العلم وبركته .
واضافة بعض الشروح والمعاني اللغوية عند الحاجة ، وأحاديث للامامين البخاري ومسلم ، وما صحّ من الكتب الأخرى ، 
وتحقيق أحاديث ذكرها المفسرون وشرحها ، وعمل الهوامش الا القليل جدا منها .
وذكر الأحكام الفقهية بدون اسهاب ،
ثم التوقف في المعتقدات حيث بلغ سلفنا الصالح لا نجاوزها ولا نزيد عليها، آملين أن نكون خير ناصح . ثم نتوجه الى الله سائلين القبول ، والتطهر من الذنوب قبل المثول . بقي الاشارة أن لنا قولا في بعض مواضع التفسير وتم تمييزه بوضع كلمة (قلت.)

( منهج الوضّاح في التفسير :التحقيق والنظر وليس التقليد ) :

1. ما من لفظ في آية من القرآن أو الآية كلها إلا وله شبيه في آية أخرى فيستأنس منه التفسير . 
 2. أني لا أكتفي بمعرفتي بقول واحد لتابعي أو إمام ، بل يجب معرفة ما قاله الآخرون ، فما قصّر فيهم أحدهم، فقد أجاد فيه غيره ،وما أخطأ فيه بعضهم فقد أصاب غيره .
 3. أبحث عن معنى الكلمة لغويا في المعجم .
 4. اذا ذكر حديثا أو خبرا في نزول الآية ، لا أذكره الا اذا كان صحيحا ، ويضيف فائدة في تفسير الآية . 
5. الاعتبار بسياق الآيات، فما قبل القول وما بعده فله صلة في مراد الآية.
 6. لا أقبل دعاوي المفسرين المرسلة في نسخ الآيات ولا ينبغي ذكرها إلا بدليل وبشروطه كما سيبين في موضعه .
 7. لم نستحسن الاستشهاد بأبيات قصائد الشعراء في تفسير المعاني اللغوية للألفاظ ، لذلك قلما أنك تجد ذلك عندي بخلاف كتب بعض أئمة من المفسرين. 
8. لم نقتصر على النقل من إمام بعينه في التفسير ولم نتعصب لمذهب ما ، بل جمعنا وألّفنا بين ألوان ومذاهب عدّة في الاعتقاد والفقه والتفسير ، فكان نقلنا من امام مثل الطبري أو ابن الجوزي أو ابن كثير تماما مثل نقلنا من أئمة آخرين مثل فخر الدين الرازي أو القرطبي ،
 كما أننا تخيرنا من أقوالهم مانراه في رأينا صوابا ومؤيد بحجة سواء أكانت من آية أو خبر صحيح أو لغة ، 
فكنت حين أبدأ في تفسير آية ما ، أنظر الى ما جاء عند الأربعة، الطبري أولا ثم ما عند الرازي ثم القرطبي ثم ابن كثير ، فأنقل عن الذي جاء بتفسير الآية على وجوهها كاملة وتامة ، والا أكملت من قول الآئمة الآخرين ، وأحيانا ألجأ لكتاب ابن منظور لسان العرب لتفسير لفظ أو كلمة معينة . وكان اعتمادنا كبير على هؤلاء الأربعة ، وكان للنقل احيانا من زاد المسير لابن الجوزي أو الخواطر لمحمد الشعرواي وغيرهم من فوائد و زيادات أو إزالة غموض وإبهام . 
9. يجدر بنا الاشارة والتنبيه على حقيقة تبينت لي أثناء مدارسة التفاسير ومقارنتها أن تقسيم بعض العلماء لتلك التفاسير بين تفسير بالرأي وآخر تفسير بالمأثور ، قول غير دقيق ، حيث وجدنا أثناء البحث والقراءة تفسيرا مثل الرازي أو القرطبي ينقل فيه ويذكر أقوال الصحابة والتابعين وتفسيرهم في الآية ، أو أحايث نبوية ، تماما كما يفعل الطبري او ابن كثير ،
 بيد أن الرازي والقرطبي لا يذكران سلسلة أسانيد الأخبار والأحاديث كما حدث عند الطبري وابن كثير ، كما أننا في الجهة المقابلة وجدنا للطبري رأيا خاصا به وقولا يرجح به بين ما جاءت به الأخبار والنقل ،
وأن الأمر والفارق بين تلك التفاسير من حيث ذكر الرأي أو الأخبار لا يعدو سوى إطالة نسبية أو إسهاب في النقول أو في الرأي الخاص بالمفسّر ، فثبت أن تقسيم كتب هؤلاء الائمة المفسرين خاصّة ( الطبري وابن كثير والرازي والقرطبي ) بين تفسير بالرأي وتفسير بالمأثور ليس دقيقا علميا. 
10. أضفنا بعض الاشارات العلمية الحديثة في بعض الآيات ولم نبالغ أو نكثر من تلميحات الاعجاز العلمي الحديث ، لكن بالقدر المناسب والثابت . 
11 . أحيانا نعرض أقوال الائمة على اختلاف منهم دونما ترجيح أحدهم ، وأحيانا نقوم بالاختيار ، وأحيانا ندلي برأينا وفهمنا ، وأحيانا نرى أقوال الائمة يكمل بعضها البعض ، وأحيانا تجد بينهم تنوعا وافادة وثراء في التفسير . 
12. وبالرغم من أننا اختصرنا ما جاء عند كل إمام معين في الآية الواحدة، سواء في ذكره أسانيد أقوال المفسرين أو الفقهاء أو غيرهم ، الا أن الجمع بين أقوال الائمة الأربعة المختصرة في تلك الآية، أدى في النهاية الى أن تفسيرنا جاء مطولا تماما مثل حجم أي تفسير مثل الطبري أو القرطبي ، ولو أني قصرت النقل فقط من أحدهم لكان القارئ شعر بالذي اختصرته وتركته . 
13. نقلت في بعض مواضع التفسير آيات من الكتب المنزلة كالتوراة والإنجيل للحاجة بغرض الاستشهاد أو بيان بعض مجمل الآيات بدلا من الأخذ بأقوال التابعين والمفسرين المنقطعة و التي بلا سند ، فعندي أن نصّاً في التوراة أو الانجيل -لا يناقض القرآن- هو أفضل واقرب للصواب، وعلى سبيل المثال كتفصيل أخبار أنبياء بني اسرائيل . 
 14. اتباع أقوال ائمة المفسرين وتدوينها يكون بناء على حججهم التي ساقوها وبينوها لنا وليس بناء على تقليدهم ، لذا قد ترانا نضيف أحيانا أو نخالف أو نرفض. 
15. نقلنا ليس فقط من كتب التفسير بل توسعنا ليشمل كتبا في الفقه والعقيدة والحديث وشروحه والاعراب وفتاوى الأزهر الشريف،انظر صفحة المصادر والمراجع .

تقدمة

قال الله تعالى ( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ )تعريف القرآن :
- القرآن هو كلام الله المُنَزّل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،المكتوب في المصاحف، المتعبد بتلاوته ،المُعْجز ولو بسورة منه ، بشيرا ونذيرا لعبادة الله وحده .

كيف كان يتنزل القرآن ؟

قال الله تعالى ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ )
و ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )
- عن عائشة رضي الله عنها : 
( أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه و سلم كيف يأتيك الوحي ؟ قال ( كل ذاك يأتي الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت ما قال وهو أشدّه عليّ ويتمثل لي الملك أحيانا رجلا فيكلمني فأعي ما أقول ) 
وقالت عائشة رضي الله عنها ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا ).
( حديث متفق عليه )
( شرح ( صلصلة ) هي صوت الحديد إذا حرك وتطلق على كل صوت له طنين . والمشبه هنا صوت الملك بالوحي . ( فيفصم ) يقلع وأصل الفصم القطع من غير إبانة . ( وعيت ) فهمت وحفظت . ( ليتفصد ) يسيل ،من الفصد وهو قطع العِرْق لإسالة الدم ،شبّه الجبين بالعِرْق المفصود مبالغة من كثرة عرقه . 

- وعن ابن عباس في قوله تعالى { لا تحرك به لسانك لتعجل به } 
قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه - فقال ابن عباس فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحركهما ،فأنزل الله تعالى { لا تحرك به لسانك لتعجل به . إن علينا جمعه وقرآنه } ، قال جمعه في صدرك وتقرأه ،
{ فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } . قال فاستمع له وأنصت ،
{ ثم إن علينا بيانه } ، ثم إن علينا أن تقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه و سلم كما قرأه .(القيامة 16-19)
( أخرجه البخاري في صحيحه ) 
ونظيرها قوله تعالى (وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) طه 

واجبنا نحو القرآن

- قال الله تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ،وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )النساء 82
وقال تعالى ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ص 29 .
هكذا أخبرنا المولى عز وجل بغاية التنزيل
تدبّر آيات الكتاب والتذكرة ، فواجب علينا اذن الاستجابة لأمر الله
والمسارعة في مطالعة وقراءة القرآن وتفسيره ،
وفهمه ومعرفة هديه وأوامره ونواهيه ، والنهل من حِكِمه وعظمته ،
والتعلم والتأدب من فصاحته ، والتزود من فضله ليوم التناد يوم الحساب ، والاطلاع على اعجازه ، واعتبار قصصه وحكاياته وأمثاله .
ولو اجتهدنا كل الجهد في النظر الى كتاب الله ما أدينا حقه ولا شكرنا فضله
فما بالكم مع تقصيرنا واهمالنا نحوه ،
فضلا عن انشغال الناس بكلام غيره من الخلق من شعر وغناء وأدب وقصص ؟!.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه : " إِنَّ هذا القرآنَ مَأْدَبةُ اللّه في الأَرض فتَعَلَّموا من مَأْدَبَتِه " .
وروى الطبري بسنده عن ابن مسعود قال : " كانَ الرجل مِنَّا إذا تعلَّم عَشْر آياتٍ لم يجاوزهُنّ حتى يعرف معانيهُنَّ، والعملَ بهنَّ " . و عن أبي وائل شقيق بن سلمة، قال: قرأ ابنُ عباسٍ سورة البقرة، فجعل يُفسِّرها، فقال رجل : لو سمعتْ هذا الديلمُ لأسلمتْ (1). نسأل الله أن يغفر لنا ويعفو عنا ويعيننا على ذكره وحسن عبادته
وصلّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلّم .

"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"

أخرج البخاري في صحيحه عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " . وعلوم القرآن أشرف العلوم حيث خصها الله تعالى بأنه الذي عَلَّمها خلقه فقال تعالى ( الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ )وفي حديث أبي هريرة في صحيح مسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ) الحديث.
-قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} . قَالَ: أَحْرِمُهُمْ فَهْمَ الْقُرْآنِ، وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَا يَجْتَمِعُ فَهْمُ الْقُرْآنِ وَالِاشْتِغَالُ بِالْحُطَامِ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ أَبَدًا.ذكره الزركشي . 




تحميل التفسير كاملا، برنامج الكتروني   - أنظمة ويندوز




waddah.exe



____________________________________-

تحميل تفاسير سور القرآن بصيغة بي دي اف لأنظمة أندرويد وآيفون 

تحميل التفسير 


تم بحمد الله.
لقراءة كتب بي دي إف :
- بدون برامج، بواسطة متصفح الانترنت .
-ولقراءة أفضل وتنظيم الصفحات برنامج Free Pdf Reader  تنزيله

تعليقات