لماذا نرد على الملحد ؟

الملحد 



وجوب الرد على الشبهات 

شبهات الملحدين 

مقدمة مهمة : لماذا نرد على الملحد ؟

فهل نحن نطمع في ايمان الملحد ؟
 كيف وأن نسبة عودة الملحد الى عقيدة الايمان بالله عن طريق الردود عليه والأدلة والتحاور معه ، هي ضئيلة للغاية ،
اذن لماذا نرد على تساؤلات وشبهات الملحدين ؟
أولا : لأنّ الرد عليهم من قواعد الدين، ومن باب النهي عن المنكر،  فهو واجب وفرض ،
ثانيا : ثم هو إعتذار لله
.
وفي قصة فريق اليهود الذين عدوا على يوم سبتهم واصطادوا فيه حيتانهم
يقول الله عز وجل (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا، قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) الأعراف
ثالثا : الرد من باب تثبيت المؤمنين وزيادة الإيمان .

شبهة الارهاب :

رغم ان نسبة المتشددين والمتعصبين بين المسلمين لا تقرب من نسبة ال5 بالمائة ، فإنّ دعاة العقل و العلم يتخذوهم ذريعة للطعن في الدين والتدين ،
ورغم قلة عدد المتشددين الاسلاميين الارهابيين إلا أنهم ظهروا على السطح وعرفهم العالم بسبب ما صاحبهم من عنف وقتل بغير حق .
والتعصب الديني ليس قاصرا على المسلمين والدليل حروب الكاثوليك ضد البروتستانت التي مزقت أوربا في القرن السابع عشر وعرفت بحرب الثلاثين  عاما .
وهؤلاء المتعصبون الاسلاميون يزعمون كذبا ،أنهم أتقى الناس وأعرفهم بدين الله ويرمون غيرهم بالخطيئة والكفر .
ولا يعترفون بالعلوم الحديثة ويقصرون معرفتهم بعلوم الفقه والحديث وماشابهها .
والمتشددين المتعصبين ليسوا ظاهرة حديثة قد عرفها العالم الاسلامي مؤخرا لذلك تراجع المسلمين وتخلفت الدول الاسلامية ،
بل هي قديمة جداً بدأت مع العصر الأول في الحضارة الاسلامية وفي حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه ،
وهم قتلوا المسلمين قبل الكافرين فقتلوا خلفاء المسلمين ، عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب .
وملخصهم وملخص سيرتهم ومنهجهم ووصفهم تراه في الخبر الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحهما:
في رمي بعضهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدم تقوى الله والظلم .
(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذُهَيْبَةٍ فَقَسَمَهَا بَيْنَ الأَرْبَعَةِ الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ المُجَاشِعِيِّ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الفَزَارِيِّ، وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلاَثَةَ العَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلاَبٍ،
فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ، وَالأَنْصَارُ، قَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا.
قَالَ: "إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ".
فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ، نَاتِئُ الجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ،
فَقَالَ: "مَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ؟"
فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ، - أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ - فَمَنَعَهُ،
فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: " إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا- أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا- قَوْمًا يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ
")
وعلماء المسلمين قاطبة يخالفوهم ويرفضون مذهبهم .

الملحد بيتلكك علي أي حاجة علشان يظل ملحدا ولا يؤمن،

مرّة يقول لك، لا يوجد اله وفكرة الاله خرافة ،
ومرة يقول لك، أن الله ظالم ولا يوجد العدل الالهي ، فقد خلق ناس فقراء وآخرين أغنياء ، أو قد بعث الله نبيا الى ناس ، وناس آخرين لم يرسل لهم أنبياء .
ومرة يقول لك، لماذا لم يوجد نبي ياباني أو تايواني أو من أمريكا الجنوبية ؟
ومرة يقول لك،  لو كان الله موجودا لماذا لم نراه ؟
الى آخره .

صفة الملحد

فالمهم أنّ الملحد والذي لايؤمن بالله او أي اله ، عايز يعمل اي حاجة بيحبها وخطرت على باله وعقله ، من غير قيد ولا شرط ويكره فكرة المنع .
و الكفار قديما كانوا كذلك ، لا تجدي معهم الأدلة والبراهين والآيات،
قال تعالى (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) الأنعام
ويقول (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا ، لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا) الفرقان
وقوله تعالى (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)
سورة الحجر

شبهة أم تلكيكة ؟

الشبهات المطروحة من قبل الملحدين والعلمانيين ، ما هي تلكيكة تواري سوءات استكبارهم وعنادهم ،
والدليل: انظرالى إبليس ، فهو قد تعامل مع الله مباشرة بدون واسطة ،فهو لا يحتاج الى نبي مرسل، أو دليل عقلي على وجود الله ،
ورغم ذلك فقد عصى ابليس الله وأصبح من الكافرين ،.

الملحد يقول لك لماذا لم يوجد نبي ياباني أو تايواني أو من أمريكا الجنوبية ؟

الجواب1- تنزيل الله للأنبياء هو تفضل منه ، و ليس واجبا عليه تعالى ، بل هو رحمة منه تعالى بالانسان لعلمه بضعفه ،
فمن يشأ الله هدايته ، هداه وأرسل نبيا له ،
ومن أراد تركه في ضلاله مادام استحب الكفر عن الايمان .
2-أيضا قد يكون نزول النبوة ، فتنة وعذابا أراده الله لمن يشاء من عباده في الدنيا فضلا عن عذابه في الآخرة ، وهذا حدث لكثير من الأمم والقرى .
3- أيضا ، الله فضّل من خلقه، الذين قطنوا واستوطنوا الأرض التي باركها وجعل فيها بيته ، وهي الجزيرة العربية وما حولها كالعراق والشام ومصر، فأنزل اليهم رسلا أنبياء .
والله اعلم بعباده ومن خلقهم ، وأعلم بما في قلوبهم ونفوسهم ،
يقول تعالى (لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ، وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) الأنعام .
4- الميثاق لكنّا الناس جميعا ابتداءا لا حجة لهم على الله حيث أن الله لما قدّر أن يخلق عباده، أخرجهم من ظهور آبائهم وأخذ عليه ميثاق ألا يعبدوا الا اياه .
في سورة الأعراف يقول (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)
يقول الطبري المفسر : واذكر يا محمد ربَّك إذ استخرج ولد آدم من أصلاب آبائهم، فقرَّرهم بتوحيده، وأشهد بعضهم على بعض شهادَتَهم بذلك، وإقرارَهم به .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
 «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» وَفِي رِوَايَةٍ «عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُولَدُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ»
شرح : (جَمْعَاءَ) أَيْ لَمْ يَذْهَبْ مِنْ بَدَنِهَا شَيْءٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاجْتِمَاعِ أَعْضَائِهَا قَوْلُهُ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ قَالَ الطِّيبِيُّ هُوَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ أَيْ سَلِيمَةً مَقُولًا فِي حَقِّهَا ذَلِكَ وَفِيهِ نَوْعُ التَّأْكِيدِ أَيْ إِنَّ كُلَّ مَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا قَالَ ذَلِكَ ،لِظُهُورِ سَلَامَتِهَا ، وَ "الْجَدْعَاءُ" الْمَقْطُوعَةُ الْأُذُنِ فَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ تَصْمِيمَهُمْ عَلَى الْكُفْرِ كَانَ بِسَبَبِ صَمَمِهِمْ عَنِ الْحَقِّ ( هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا ) وَهُوَ مِنَ الْإِحْسَاسِ وَالْمُرَادُ بِهِ الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ يُرِيدُ أَنَّهَا تُولَدُ لَا جَدْعَ فِيهَا وَإِنَّمَا يَجْدَعُهَا أَهْلُهَا بَعْدَ ذَلِك .
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم 
«يقول الله إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ فَجَاءَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ". أيضا قد يكون الاشهاد في الآية ، بما يريهم الله آياته في خلقه السموات والأرض وتسخيره السحاب والبحر والفلك والدواب والأنعام وخلق الشجر والنبات والمرعى والطير والجبال على اختلاف ألوانها وألسنتها .
5- أيضا : طلب وسؤال الملحد في انزال الأنبياء على البلاد جميعها لا نهاية له ، فتبعا لقوله لأرسل الله في كل قبيلة وقرية في بقاع الأرض كلها ، ولطلب كل أبناء القرية كل ما مات نبي ، يسأل من بعدهم فهلا أنزلت لنا نبيا آخرا حيث ما أدركنا النبي الذي سبق ولم نراه ولم نعاين آياته الذي نزلت اليه .
وبفرض اجابة السائل طلبه ، يرد الله عز وجل عليه ، قائلا: ولو فرضنا فعل كل ذلك ما آمن الناس إلا ان يشاء الله ،
يقول الله تعالى عن الكافرين (بل يريد منهم أن يؤتي صحفاً منشرة ) سورة المدثر ،
وقال (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) سورة الأنعام
تعليقات