ومن أظلم ممن منع مساجد الله . |
سؤال : هل يجوز منع الصلاة في المساجد أثناء وباء كورونا ؟
الجواب:
قلت .هناك فرق بين المنع ، وبين جواز التخلف عن الجماعة .وما ذكره البعض من أهل الفقه والمشايخ من الاحتجاج بحديث ابن عباس يوم وليلة المطر الشديد وقوله (صلوا في بيوتكم )
فهو يصلح للرخصة والتخلف عن الصلاة في المسجد ،
لكنه لا يصلح حجة لمنع المصلين من أداء الصلوات في المساجد في الوباء عامة وخاصة كورونا المنتشرة في الأرض وفي وقتنا الحاضر .
و لا يجوز الاحتجاج بالحديث الصحيح (من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو قال : فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته )
فهذا يستعمل حجة لنهي الذي اصابه الوباء وفيروس كورونا بالخصوص ،من الصلاة في المسجد ،
لكن لا يصلح للمنع العام لكل المصلين وإلا اندرج تحت قوله تعالى
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) البقرة 114 .
قال القرطبي : وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْمُرَادِ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَفِيمَنْ نَزَلَتْ، فَذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي بُخْتَ نَصَّرَ، لِأَنَّهُ كَانَ أَخْرَبَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ: نَزَلَتْ فِي النَّصَارَى، وَالْمَعْنَى كَيْفَ تَدَّعُونَ أَيُّهَا النَّصَارَى أَنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ! وَقَدْ خَرَّبْتُمْ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَمَنَعْتُمُ الْمُصَلِّينَ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ. وَمَعْنَى الْآيَةِ عَلَى هَذَا: التَّعَجُّبُ مِنْ فِعْلِ النَّصَارَى بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مَعَ تَعْظِيمِهِمْ لَهُ، وَإِنَّمَا فَعَلُوا مَا فَعَلُوا عَدَاوَةٌ لِلْيَهُودِ. رَوَى سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ النَّصَارَى، حَمَلَهُمْ إِبْغَاضُ الْيَهُودِ عَلَى أَنْ أَعَانُوا بُخْتَ نَصَّرَ الْبَابِلِيَّ الْمَجُوسِيَّ عَلَى تَخْرِيبِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.وَقِيلَ: نَزَلَتْ فِي الْمُشْرِكِينَ إِذْ مَنَعُوا الْمُصَلِّينَ وَالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَدُّوهُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ مَنْ مَنَعَ مِنْ كُلِّ مَسْجِدٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، لِأَنَّ اللَّفْظَ عَامٌّ وَرَدَ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ، فَتَخْصِيصُهَا بِبَعْضِ الْمَسَاجِدِ وَبَعْضِ الْأَشْخَاصِ ضَعِيفٌ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
قلت.
فالصحيح أن لا يمنع المصلي من المسجد إلا اذا كان مريضا ، أما الصحيح فلا ،
أيضا : لا يجوز بالاحتجاج بطاعة ولي الأمر في منع الصلاة ، كيف وإن هؤلاء الولاة يرخصون للناس في ارتياد الأسواق ومحلات البقالة والغذاء ،
على أنها ضرورة ، أفليس صلاة الجماعة من الضروريات وعمارة بيوت الله ؟
ثم أليس أننا الآن في أقصى الحاجة الى التضرع الى الله في أن يرفع عنا الوباء،
ويرزقنا العافية وينزل الشفاء ؟؟؟
وأن المساجد يرجى فيها قبول الدعاء فهي بيوت الله ؟
والبأس يشمل البلاء والجوع والأسقام والأمراض والأوبئة كما نحن فيه من فيروس كورونا ،
والآية دعوة من الله للعباد أن يذلوا له ويستكينوا ويطيعوه ويتخلوا عن معاصيهم وظلمهم وأن يدعوه منيبين باكين على خطاياهم وضعفهم .
لكن قست قلوبهم وغلظت وغاصت في المعصية والكفر والغفلة والاستكبار.
أيضا : لا يجوز بالاحتجاج بطاعة ولي الأمر في منع الصلاة ، كيف وإن هؤلاء الولاة يرخصون للناس في ارتياد الأسواق ومحلات البقالة والغذاء ،
على أنها ضرورة ، أفليس صلاة الجماعة من الضروريات وعمارة بيوت الله ؟
ثم أليس أننا الآن في أقصى الحاجة الى التضرع الى الله في أن يرفع عنا الوباء،
ويرزقنا العافية وينزل الشفاء ؟؟؟
وأن المساجد يرجى فيها قبول الدعاء فهي بيوت الله ؟
نزول البلاء ورفعه بالدعاء والتضرع لله تعالى :
قال تعالى (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43الأنعام)والبأس يشمل البلاء والجوع والأسقام والأمراض والأوبئة كما نحن فيه من فيروس كورونا ،
والآية دعوة من الله للعباد أن يذلوا له ويستكينوا ويطيعوه ويتخلوا عن معاصيهم وظلمهم وأن يدعوه منيبين باكين على خطاياهم وضعفهم .
لكن قست قلوبهم وغلظت وغاصت في المعصية والكفر والغفلة والاستكبار.
احنا شاطرين بس على غلق المساجد
شاهد زحمة المواصلات في المترو وغيره