لماذا الحمدُ لله ؟

الحمد لله.

* الحمد والثناء والمجد لله رب العالمين:

 لماذا وجوب الحمد لله ؟

ما معنى قول ( الحمد لله) ؟

أي الحمد والمدح والثناء هو لله وحق لله وملك لله مطلقا
وحرف اللام في لفظ (لله ) تفيد الخصوص والملكية ، فقولنا مثلا: هذا القلم لفلان ، أي أن فلان يملك القلم وهو خاص به .
وكذلك قولنا: هذه المنطقة للأمير فلان .
وهي تفيد الاستيلاء .
اذن فالحمد لله يعني أن الحمد لا يليق الا بالله والثناء المطلق لله .
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا قال العَبْدُ " الْحَمْدُ لِلَّه " ،
قَالَ الله " صَدَقَ عَبْدِي الحَمْدُ لِي".


الفرق بين الحمد والشكر :

قال الامام القرطبي :الْحَمْدَ ثَنَاءٌ عَلَى الْمَمْدُوحِ بِصِفَاتِهِ مِنْ غَيْرِ سَبْقِ إِحْسَانِ، وَالشُّكْرِ ثَنَاءٌ عَلَى الْمَشْكُورِ بِمَا أَوْلَى مِنَ الْإِحْسَانِ .
وَعَلَى هَذَا الْحَدِّ قَالَ عُلَمَاؤُنَا: الْحَمْدُ أَعَمُّ مِنَ الشُّكْرِ، لِأَنَّ الْحَمْدَ يَقَعُ عَلَى الثَّنَاءِ وَعَلَى التَّحْمِيدِ وَعَلَى الشُّكْرِ،
 وَالْجَزَاءُ مَخْصُوصٌ إِنَّمَا يَكُونُ مُكَافَأَةً لِمَنْ أَوْلَاكَ مَعْرُوفًا، فَصَارَ الْحَمْدُ أَعَمَّ فِي الْآيَةِ لِأَنَّهُ يَزِيدُ عَلَى الشُّكْرِ.
 وَيُذْكَرُ الْحَمْدُ بِمَعْنَى الرِّضَا، يقال: بلوته فحمدته، أي رضيته. ومنه قول تَعَالَى:" مَقاماً مَحْمُوداً"
.

لماذا الثناء والحمد هو لله فقط ؟

عندما نمدح رجلا أو شيئا فهذا لكون هذا الرجل متصف بصفة عظيمة كالقوة أو ندرة أو لجمال الفائق لهذا الشيء،
أو سلطان امتد ملكه لبلدان عديدة في الشرق أو الغرب .

وأيضا عندما نمدح بطلا عسكريا وقائدا تاريخيا لمهارته وحسن تدبيره ودهائه وقوة شكيمته وبطشه لخصومه .
أو ذلك العبقري المخترع لآلة أو طبيب اكتشف علاجا أو مكتشف الكهرباء .

أو ذلك الكريم السخي لكرمه وجوده العظيم .
فما بالك بمن اتصف بكل صفات الجلال والاكرام .

- فالحمد لله أولا:

لأنه رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين.
و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ.
والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا.
والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ.
والْحَمْدُ لِلَّه
ِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

- لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى :

والحمد لله هي أول كلمة ذكرها أبونا آدم عليه السلام ، فعندما دخلت روحه واستقرت في جسده قال : الحمد لله رب العالمين .
والحمد لله هي آخر كلمة للخلق يوم القيامة قال تعالى (" وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(10) يونس
اذن ففاتحة العالم كانت مبنية على الحمد وخاتمته مبنية على الحمد .
فعلى المؤمن أن يجتهد في التحميد حتى يكون أول أعماله هي الحمد وجميعها مقرونة بالحمد ، وآخرها هي الحمد ، فالانسان في حقيقته عالم صغير
فيجب ان تكون أحواله متفقة مع العالم الكبير .

- والحمد لله ثانيا

لكونه هو المنعم قال تعالى (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها )

- والحمد لله ثالثا :

طمعا في احسانه وانعامه مستقبلا في حياتنا الدنيا

- والحمد لله رابعا:

أملا في الحساب والقصاص للمظلومين ،
وفي الثواب يوم الدين .
فهو تعالى قد أعد للحامدين أجرا عظيما .

- والحمد لله خامسا :

لكونه واحدا ليس كمثله شيء ، ولكونه ليس له ند ، وليس له شريك في الملك وليس له ولد .
فالعظماء في الارض او السموات جميعا لهم قريب أو مثيل .

- والحمد لله سادسا :

لكون عظمته واحسانه هي على الدوام لا تنقطع عن الخلق أبدا ،

فالعظماء يمرضون وينامون ويغيبون ويموتون،
لكن الله هو
الحي القيوم والغني أبدا .

- والحمد لله سابعا :

حيث ان رحمته وسعت كل شيء ، وكذلك علمه (وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)
وكذلك وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ.
فنحن قد نصف البناء من قصر أو مسجد وخلافه بالاتساع الكبير ، ولكنه قد يضيق المسجد الجامع بالمصلين ،
ويضيق البناء بالنزلاء ، لكن رحمة الله وعلمه وكرسيه وسع كل شيء.
فالحمد لله العظيم .










تعليقات