تذكرة في التعصب




أزمة التعصب :

ظاهرة التعصب 

بسم الله الرحمن الرحيم
التعصب هو عادة كل عصر وَسِمة كل قرْن وجماعة ، إلا من استثني في فترات من تاريخ الأمة الاسلامية، ومن الذين أوتوا العلم والرشد وهم أولوا الألباب .

معنى التَّعَصُّبُ في اللغة :

معناه من العَصَبِيَّة . و العَصَبِيَّةُ : أَن يَدْعُوَ الرجلَ إِلى نُصْرةِ عَصَبَتِه والتَّأَلُّبِ معهم على من يُناوِئُهُم ظالمين كانوا أَو مظلومين .
وقد تَعَصَّبُوا عليهم إِذا تَجَمَّعُوا، فإِذا تجمعوا على فريق آخر، قيل : تَعَصَّبُوا .
وفي الحديث : العَصَبِيُّ مَنْ يُعِين قومَه على الظُّلْم .
والعَصَبِيُّ هو الذي يَغْضَبُ لعَصَبتِه ويُحامي عنهم .
و العَصَبةُ : الأَقارِبُ من جهة الأَب لأَنهم يُعَصِّبونه و يَعْتَصِبُ بهم أَي يُحِيطُون به ويَشْتَدُّ بهم .
وفي الحديث : ليس مِنَّا من دَعا إِلى عَصَبِيَّةٍ أَو قاتَلَ عَصَبِيَّةً .
والعَصَبِيَّةُ و التَّعَصُّبُ هي : المُحاماةُ والمُدافعةُ
و تَعَصَّبْنا له ومعه : نَصَرناه .
و عَصَبةُ الرَّجُل : قومُه الذين يَتَعَصَّبون له كأَنه على حَذْفِ الزائِد . و عَصَبُ القوم : خِيارُهم .
وفي الحديث : أَنه كان في مَسِيرٍ فَرَفَعَ صَوْتَه فلما سمعوا صَوْتَه اعْصَوْصَبُوا أَي اجْتَمَعُوا وصاروا عِصابةً واحِدةً وجَدُّوا في السَّيْر .
و اعْصَوْصَبَ الشَّرُّ : أي اشْتَدَّ، كأَنه من الأَمْرِ العَصِيبِ وهو الشديدُ .
وفي الحديث : " أَنه صلى الله عليه وسلم شَكا إِلى سَعْدِ بنِ عُبادة، عَبْدَ الله بنَ أُبَيَ بن سلول،
فقال : اعْفُ عنه يا رسول الله فقد كان اصْطَلَحَ أَهلُ هذه البُحَيرة على أَن يُعَصِّبُوه بالعِصابة فلما جاءَ الله بالإِسلام شَرِقَ لذلك " .
"يُعَصِّبُوه" أَي يُسَوِّدُوه ويُمَلِّكُوه. وكانوا يسمون السيدَ المُطاعَ : مُعَصَّباً لأَنه يُعَصَّبُ بالتاج، أَو تُعَصَّبُ به أُمورُ الناس أَي تُرَدُّ إِليه وتُدارُ به .
وفي التنزيل : { هذا يومٌ عَصِيبٌ } : شديد وقيل : هو الشديد الحرِّ ، وليلة عَصِيبٌ، كذلك .
وقال الأَزهري : هو مأْخوذ من قولك : عَصَبَ القومَ أَمْرٌ يَعْصِبُهم عَصْباً ،
إِذا ضَمَّهم واشْتَدَّ عليهم.
وقال الزجّاج في" العصبة" : هي في اللغة "الجماعة" الذين أمرهم واحد يتابع بعضهم بعضاً في الفعل، ويتعصب بعضهم لبعض.

أقوال في تعريف التعصب :

قيل : التعصب هو الاعتقاد أو التصرفات التي تنطوي على أخذ مواقف دون تمحيص بسبب الغِيرة وبحماس مفرط.
و يظهر المتعصب معايير صارمة للغاية وبتسامح قليل تجاه للأفكار أو الآراء المعارضة.
وقيل : التعصب هو السعي وراء أو الدفاع عن شيء ما بطريقة متطرفة وعاطفية تتجاوز الحدود الطبيعية.
ويُعرَّف التعصب الديني بأنه الإيمان الأعمى والإستعداد لاضطهاد المعارضين وغياب وعي للواقع.
ومرادفات التعصب: هي التحمس، والنشوة المستعرة، والغضب و الإِنحياز، والتحزَّب، والتزمَّت، والتشدَّد .
وقيل: التعصب هو طاقة نفسية يكمن وراءها غضب وميل للعنف والتشدد .
وقيل، التعصب يكون في القلب : والقلب الخالي من التعصب يكون واعياً، يميل للحق إذا صادفه .
ومن العصبية قول اخوة يوسف (قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ )
وفي قول فريق من أهل الكتاب ( ليس علينا في الأميين من سبيل )سورة آل عمران ،
قال فخر الدين الرازي في التفسير : "ذكروا في السبب الذي لأجله اعتقد اليهود هذا الاستحلال وجوها منها: أنهم مبالغون في التعصب لدينهم، فلا جرم يقولون: يحلّ قتل المخالف ويحلّ أخذ ماله بأي طريق كان ،والتعصب من الشيطان ".
وان لم تطرح عنك التعصب وتتجرد من مذهبك وأفكارك حين تقرأ شيئا أو يلقى عليك فلن تستطيع النظر والتحقيق والتأمل والوصول للصواب والحق والانصاف .

أنواع التعصب :

التعصب أنواع وألوان وأشكال ، منها التعصب الطبقي الاجتماعي ،
والتعصب العرقي ، والتعصب الرياضي والكروي ، والتعصب الديني
وهو الذي يهمنا في هذا المقام .

التعصب الديني والفكري

التعصب الأعمى

وهو المبالغة في التعصب والغلو فيه،
فهو كالذي يضع غشاوة على العين فلا تبصر، والقلب فلا يعقل ولا يسامح وعلى الأذن فلا تسمع .
وعليه فإن المتعصب لا يرى عيوباً لمذهبه ورأيه وجنسه ولو قليلة .
ولا يرى فضلاً ما لغيره في جنس أو مذهب أو فكر .
وقال البعض : وأن تكون في عصبة بعينها فهذا في حد ذاته ليس كريها، لكن المذموم هو التشدد في التعصب وملازمته للانسان حين يسمع بشيء مخالف فلا يسمح بالحوار والنقاش والدراسة والتأمل والمراجعة .
أو يرى في مذهبه أنه هو الحق المطلق وغيره باطل ، والافراط في الحب والتعظيم لعصبته وكذلك الافراط في كراهية الآخرين والسخرية منهم .
وان كان في الدين فيرى أنه هو المسلم وغيره كافر أو فاسق ، وانه جماعته هم المقدسون والمعصومون والذين لا يخطئون والعظماء وغيرهم هم الجاهلون الخاطئون الأذلين الشياطين .
وليس هذا فحسب بل يمتد الى بسط الأذى للآخرين باللسان وباليد أو القتل .

أسباب التعصب:

هي أسباب متعددة مجتمعة متداخلة:

1- استعداد نفسي وكبْر للاستعلاء ،

فالمتعصب لا يرى سوى نفسه وجماعته.

2- الغباء وقلة الفهم وضيق الأفق ،

فعَقْل المتعصب ضعيف لا يتحمل الكثير من العِلْم ولا يقوى سوى على جانب يسير منه.

3- الشعور بالنقص:

ولذلك فهو يشعر بالنقص وقلة الذكاء والفهم مما يجعله يتعصب لأي شيء قد يجد فيه ما يكمل نقصه .

3- الجهل :

وقد أدى قلة الاطلاع والمعرفة الى الجهل بما لدى الآخرين من العلم فدعاه الى التعصب لما يعلمه ورفض غيره .
تماما كحالة عمر بن الخطاب حين سمع قراءة لسورة الفرقان تخالف ما علمه من أحد الصحابه وهو"هشام بن حكيم " ، فجذبه من ردائه وقاده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث أمَرَ عمرَ أن يُطْلق هشام بن حكيم ثم طلبَ من هشام أن يقرأ السورة فقرأها فقال : هكذا أنزلت ،
وطلب من عُمر أن يقرأ ، فقرأها ، فقال : هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن القرآن أُنْزِل على سبعة أحرف "
.(رواه البخاري ومسلم ).
فيكون الجهل بتفسير القرآن ووجوهه المتعددة أو شروح الأحاديث النبوية ،
والجهل بكتب المصنفين في العقيدة والشريعة .
والجهل باللغة العربية بمفرداتها واساليبها فاللفظ الواحد متعدد الوجوه في معناه وقد يكون منها متضاد المعنى ، من أسباب وجود التعصب في الدين .

4- تقديس البشر والغُلِو فيهم:

كما قال تعالى: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله" وهذا التقديس والغلو يصل إلى حد إضفاء صفة العصمة والقداسة مما يؤدي إلى التعصب لهذا الشيخ أو لهذه الجماعة.
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من تقديس البشر، فما نفع الحذر من قَدَرٍ سوى من رحم ربنا تعالى ، حيث قال لأمته : لا تُطْرُونِي، كما أَطْرَتْ النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله، ورسوله " رواه البخاري .
والإطراء: هو مجاوزة الحدّ في المدح والافراط فيه ، فجعلت النصارى يدعون ألوهية عيسى .
ويبدو أن النفوس البشرية شغوفة بتقديس المخلوقات فلا ملام على المسلمين اذ عبدت اليهود العِجْل وقدّسته ولم يقف الأمر عند تقديس الانسان.

5-الانغلاق :

نجد كثيراً من الطوائف والجماعات منغلقة على ذاتها لا تسمع إلا لنفسها وتمنع أتباعها من الاستماع لغيرها وكثير من الأفكار المتطرفة والمتعصبة تنشأ في الأوكار الخاصة الضيقة المنعزلة في أجواء مغلقة، تعلِّم رفض الآخر والعنف الموجه وتكفير المخالف.
وقد يغضب شيخ المذهب أو الطريقة اذا رأى في يد أحد أفراد الجماعة كتابا قد صنف على طريق آخر .

6- انشاء المدارس المذهبية الخاصة :

فهذه مدرسة تدرس المذهب الشافعي ، وغيرها حنفية أو مالكية أو حنبلية،
فينشأ اجيال منتسبين لتلك المذاهب يرفض بعضها البعض ويتعصب أفرادها لأفكار كل مدرسة ، وقد أحسن الأزهر في مصر حين جمع في أروقته العلمية دراسة جميع مذاهب الفقه الاسلامي مما يجعل الطالب والدارس غير مهيء للتعصب وإنْ كان تجد فيهم متعصبين ، لكن المشكلة والأزمة ليس فقط في احكام الصلاة والزكاة والصيام، إنما الطامة الكبرى في مذاهب العقيدة .
ناهيك عن انشاء الجماعات الدينية الأخرى .

7- التنشئة الاجتماعية :

فالنشأة الأسرية لها تأثير في التعصب أو السماحة والانغلاق أو الانفتاح.

9- غياب أخلاقيات وقيم التعامل مع المخالف:

مثل قيم: العدل والإنصاف؛ والتجرد والتعايش معه المخالف رغم الاختلاف؛ والثناء عليه بما أصاب، والدفاع عنه إذا ظُلم وتطاول عليه الآخرون بغير حق.
واذا أنت درست رجال أسانيد صحيح البخاري فستجد عجب العجاب ، حين ترى الامام البخاري وقد روى أحاديث عن رجال اتهموا بالتشيع أو مذهب الارجاء ونحوه من المذاهب المتعددة في العقيدة لكن ذلك لم يمنعه من الاحتجاج بأحاديث هؤلاء المخالفين له ، وستعلم أن أهل العلم من صدر الأمة المحمدية كانوا أبعد الناس عن التعصب، وأقرب الناس الى العدل والانصاف مع المخالفين .

10- تلبية المصالح الشخصية من مال أو جاه أو غيره:

وذلك من خلال الاستفادة ممن نتعصب له، فنُسِّوق له وندافع عنه، سواء أكان شخصا أم حزبا أو دولة، وذلك للحصول على المصالح الشخصية.

11-سيادة مبدأ القوة والعنف في المجتمع:

حتى مجتمع الطلاب بدءا من الصغر والتعليم الابتدائي حتى الجامعة مما يزكي روح التعصب وانتشاره.

12- قتل الإبداع :

تحسبا للمقولة الشهيرة : وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،
أو بتهمة مخالفة المذهب. أو تهمة مخالفة الإجماع . وتهمة القول الشاذ.

قول الغزالي في شأن المتعصبين ووصفهم :

يقول الامام أبو حامد الغزالي ( ت 505 هـ) في مقدمة كتابه " فيصل التفرقة بين الاسلام والزندقة:
"أما بعد، فإني رأيتك أيها الأخُ المشفقُ والصديقُ المتعصبُ موغرَ الصدر، منقسم الفكر؛ لما قرع سمعك من طعن طائفة من الحسدة على بعض كتبنا المصنَّفة في أسرار معاملات الدين، وزعمهم أن فيها ما يخالف مذهب الأصحاب المتقدمين، والمشايخ المتكلمين،
وأنّ العُدولَ عن مذهب الأشعري ولو في قيد شبر كفر، ومباينته ولو في شيء نزر، ضلال وخسر.
فهوِّن أيها الأخ المشفق المتعصب على نفسك، ولا تضيِّق به صدرك ".
وفي موضع آخر من كتابه قال الغزالي : " فإن زعم أن حدّ الكفر ما يخالف مذهب الأشعري، أو مذهب المعتزلي، أو مذهب الحنبلي أو غيرهم، فاعْلم أنه غِرّ بليد، قد قيَّده التقليد، فهو أعمى من العميان، فلا تضيَّع بإصلاحه الزمان، وناهيك حجة في إفحامه، مقابلة دعواه بدعوى غيره من خصومه، إذ لا يجد بين نفسه وبين سائر المقلدين المخالفين له فرقاً وفصلاً، ولعل صاحبك يميل من بين سائر المذاهب إلى الأشعري، ويزعم أن مخالفته في كل وِرْدٍ وصدر كفر من الكفر الجلي،
فاسأله من أين ثبت له أن كوْن الحق وقفاً عليه؟ حتى قضى بكفر الباقلاني إذ خالفه في صفة البقاء لله تعالى، وزعم أنه ليس وصفاً لله تعالى زائداً على الذات؟
ولِمَ صار الباقلاني أولى بالكفر بمخالفته الأشعري من الأشعري بمخالفته الباقلاني؟
ولِمَ صار الحق وقفاً على أحدهما، دون الثاني؟
أكان ذلك لأجل السّبْق في الزمان؟، فقد سَبق الأشعريَّ غيرُهُ من المعتزلة، فليكن الحق للسَابق عليه!
أم لأجل التفاوت في الفضل والعلم؟
فبأي ميزان ومكيال قدّر درجات الفضل حتى لاح له أن لا أفضل في الوجود من متبوعه ومقلَّده؟
فإن رخّص للباقلاني في مخالفته فلِمَ حجر على غيره؟
ثم يقول عن الفرد المنتسب لمذهب الأشعري : " فلأنه نزَّله منزلة النبي المعصوم من الزلل الذي لا يثبت الإيمانُ إلا بموافقته، ولا يلزم الكفرُ إلا بمخالفته "انتهى.
وقد نلخّص أسباب التعصب من كلام الغزالي في التالي :
1- الحسد .
2- التقليد الأعمى .
3- تقديس المشايخ وتنزيلهم منازل الأنبياء .

وقالوا في عيوب التعصب وآثاره :

ثبت أن التعصب يحمل الرجل العاقل على الكلمات المتناقضة .

موقف الاسلام من التعصب :

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا"
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟
قَالَ: " تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ "
رواه البخاري في صحيحه .
وعَنْ جَابِرٍ بن عبد الله الأنصاري ، قَالَ: اقْتَتَلَ غُلَامَانِ غُلَامٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَغُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَنَادَى الْمُهَاجِرُ أَوِ الْمُهَاجِرُونَ، يَا لَلْمُهَاجِرِينَ وَنَادَى الْأَنْصَارِيُّ يَا لَلْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
" مَا هَذَا دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ".
قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ إِلَّا أَنَّ غُلَامَيْنِ اقْتَتَلَا فَكَسَعَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ،
قَالَ: "فَلَا بَأْسَ ، وَلْيَنْصُرِ الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، إِنْ كَانَ ظَالِمًا فَلْيَنْهَهُ، فَإِنَّهُ لَهُ نَصْرٌ، وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ
" ( رواه مسلم)
وكذلك في الحديث الصحيح :
قال صلى الله عليه وسلم : ( " وَمَن قَاتَلَ تَحتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغضَبُ لِعَصَبَةٍ أَو يَدعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَو يَنصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتلَته جَاهِلِيَّةٌ " ) .
اللهم عافنا واعف عنا وطهّر قلوبنا من التعصب والزيغ والهوى .
..






تعليقات