الفلق |
سورة الفلق ( فضلها وتفسيرها )
وقت نزول سورة الفلق :
قيل أنها مكية ، قال الزمخشري : نزلت بعد سورة الفيل .وقال ابن كثير عن سورتي الفلق والناس : هما مدنيتان " أي نزلتا في المدينة بعد الهجرة .
فضل سورة الفلق :
1- روى الامام أحمد في مسنده قال حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جابر، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر قال:بيْنا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نَقب من تلك النقاب، إذ قال لي: "يا عقبة، ألا تَركب ؟ ".
قال: فَأجْلَلْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه.
ثم قال: "يا عُقيب، ألا تركب ؟ ".
قال فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنيهة، ثم ركب، ثم قال:
"يا عقيب، ألا أُعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ ".
قلت: بلى يا رسول الله.
فأقرأني: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "
ثم أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مرّ بي فقال:
" كيف رأيت يا عقيب ، إقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت ".
رواه النسائي
ورواه أبو داود وصححه الألباني .
2- في صحيح الجامع الصغير وزيادته :
{قُلْ هُواللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء» .
(صحيح) عن عبد الله بن خبيب، مشكاة المصابيح
وفي سنن أبي داود :
عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه، أنه قال: خرجنا في ليلة مطر، وظلمة شديدة، نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأدركناه، فقال: أصليتم ؟
فلم أقل شيئا،
فقال: " قل " فلم أقل شيئا، ثم قال: " قل " فلم أقل شيئا، ثم قال: " قل " . فقلت: يا رسول الله ما أقول؟
قال: " قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح، ثلاث مرات تكفيك من كل شيء "
حكم الألباني : حسن .
سورة الفلق وسورة الناس ثابتتان في المصحف بالاجماع وبحفظ الله لكتابه :
قالوا : وكان عبد الله بن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه ،ولنا أقوال وفعل الصحابة الذين كتبوهما وأثبتوهما في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك ، بعد أن أخذ الخليفة عثمان الصحف التي كانت عند أم المؤمنين حفصة والتي جمعها زيد بن ثابت من صدور قُرّاء الصحابة وصحف كُتّاب الوحي بأمر أبو بكر وعمر رضي الله عنهما على نحو ما قدمناه في مقدمة تفسير الوضاح .
روى أحمد عن زر بنُ حُبَيش قال: قلت لأبي بن كعب: إن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ؟
فقال: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أن جبريل، عليه السلام، قال له: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " فقلتها،
قال: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " فقلتها.
فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
( قلت ورواه البخاري وفيه : سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " قِيلَ لِي فَقُلْتُ " فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " )
الله حافظ لكتابه من التبديل والتغيير :
قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر 9.وقال (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) 41-42 فصلت .
وقال الله (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) الحاقة 44 .
هذا عن نبيه صلى الله عليه وسلم فما بالك عن غيره ؟
فبكتاب الله وسنة نبيه أن القرآن محفوظ من التغيير والتبديل والنقصان والزيادة .
______
آيات سورة الفلق
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
تفسير سورة الفلق :
قوله : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
- في البخاري : قَالَ مُجَاهِدٌ: ( الفَلَقُ ) : الصُّبْحُ .ذكر القرطبي :أنَّ الْفَلَقَ الشَّقُّ. فَلَقْتُ الشَّيْءَ فَلْقًا أَيْ شَقَقْتُهُ. وَالتَّفْلِيقُ مِثْلُهُ. يُقَالُ: فَلَقْتُهُ فَانْفَلَقَ وَتَفَلَّقَ. فكل ما انفلق عن شي مِنْ حَيَوَانٍ وَصُبْحٍ وَحَبٍّ وَنَوًى وَمَاءٍ فَهُوَ فلق، قال الله تعالى: فالِقُ الْإِصْباحِ [الانعام: 96] وقال: فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى [الانعام: 95].
قلت: قول القرطي في معنى الفلق هو عام خصص بالصبح لما أعقبه من ذكر الغاسق وهو القمر أو الليل .
قلت .الله هو رب العالمين ، وهو رب العرش، وهو ربُّ كل شيء ، فلم خصص في التعوذ هنا برب الفلق ؟
أجاب الرازي :لوجوه الأول: أن القادر على إزالة هذه الظلمات الشديدة عن كل هذا العالم يقدر أيضا أن يدفع عن العائذ كل ما يخافه ويخشاه .
الثاني: أن طلوع الصبح كالمثال لمجيء الفرج، فكما أن الإنسان في الليل يكون منتظرا لطلوع الصباح كذلك الخائف يكون مترقبا لطلوع صباح النجاح.
الثالث: أن الصبح كالبشرى فإن الإنسان في الظلام يكون كلحم على وضم، فإذا ظهر الصبح فكأنه صاح بالأمان وبشر بالفرج، فلهذا السبب يجد كل مريض ومهموم خفة في وقت السحر، فالحق سبحانه يقول: قل أعوذ بربّ يعطي إنعام فلق الصبح قبل السؤال، فكيف بعد السؤال .
( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )
قيل : هُوَ إِبْلِيسُ وَذُرِّيَّتُهُ.
وقيل : بل هُوَ عَامٌّ ، أَيْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ،
من إنْس وجَانّ وحيَوان وهوامّ وجمادات ونبات وبحْر وريِح وسحاب وصواعق وغيرها .
وَقِيلَ: هُوَ الْقَمَرُ. قَيل : إِذا وَقَبَ الْقَمَرُ: إِذَا كسف يذهب ضوؤه ويسود ، وكل شي أَسْوَدُ فَهُوَ غَسَقٌ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: إِذا وَقَبَ إِذَا غَابَ. وَهُوَ أَصَحُّ ، لِأَنَّ فِي التِّرْمِذِيِّ
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ، فَقَالَ:
(يَا عَائِشَةُ، اسْتَعِيذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا، فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ ) .
وقيل : بل هُوَ عَامٌّ ، أَيْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ،
من إنْس وجَانّ وحيَوان وهوامّ وجمادات ونبات وبحْر وريِح وسحاب وصواعق وغيرها .
وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ
- وَ ( غَاسِقٍ ) : اللَّيْلُ ( إِذَا وَقَبَ ): إِذَا دَخَلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَأَظْلَمَ " ،كذا قال ابن عباس، ومجاهد ومحمد بن كعب القرظي، والضحاك.وَقِيلَ: هُوَ الْقَمَرُ. قَيل : إِذا وَقَبَ الْقَمَرُ: إِذَا كسف يذهب ضوؤه ويسود ، وكل شي أَسْوَدُ فَهُوَ غَسَقٌ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: إِذا وَقَبَ إِذَا غَابَ. وَهُوَ أَصَحُّ ، لِأَنَّ فِي التِّرْمِذِيِّ
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ، فَقَالَ:
(يَا عَائِشَةُ، اسْتَعِيذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا، فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ ) .
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قال أصحاب القول الأول : هذا لا ينافي قولنا؛ لأن القمر آيةُ الليل، ولا يوجد له سلطان إلا فيه، وكذلك النجوم لا تضيء، إلا في الليل، فهو يرجع إلى ما قلناه.
- في اللسان :
ابن قتيبة: الغاسِقُ القمر، سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ ويُظلم .
الوقبة :كوة عظيمة فيها ظلّ ، وكل نقرة في جبل أو صخرة أو جسد فهي وقبْ . وأَوْقَبَ الشيءَ أَدْخَلَه في الوَقْبِ ، ووقب القمر وقوبا أي دخل في الظلِّ الذي يُغَيِّبه ويَكْسِفُه .
- قلت . سؤال لماذا نتعوذ من الليل اذا أظلم كل شيء أو القمر اذا غاب ؟
قال الرازي : وَإِنَّمَا أَمَرَ أَنْ يُتَعَوَّذَ مِنْ شَرِّ اللَّيْلِ لِأَنَّ فِي اللَّيْلِ تَخْرُجُ السِّبَاعُ مِنْ آجَامِهَا وَالْهَوَامُّ مِنْ مَكَانِهَا، وَيَهْجُمُ السَّارِقُ وَالْمُكَابِرُ وَيَقَعُ الْحَرِيقُ وَيَقِلُّ فِيهِ الْغَوْثُ ، وَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّ فِي اللَّيْلِ تَنْتَشِرُ الْأَرْوَاحُ الْمُؤْذِيَةُ الْمُسَمَّاةُ بِالْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ قُوَّةَ شُعَاعِ الشَّمْسِ كَأَنَّهَا تَقْهَرُهُمْ، أَمَّا فِي اللَّيْلِ فَيَحْصُلُ لَهُمْ نَوْعُ اسْتِيلَاءٍ .
أَحَدُهَا: مَا رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَى فَرَقَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ :
قال أصحاب القول الأول : هذا لا ينافي قولنا؛ لأن القمر آيةُ الليل، ولا يوجد له سلطان إلا فيه، وكذلك النجوم لا تضيء، إلا في الليل، فهو يرجع إلى ما قلناه.
- في اللسان :
ابن قتيبة: الغاسِقُ القمر، سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ ويُظلم .
الوقبة :كوة عظيمة فيها ظلّ ، وكل نقرة في جبل أو صخرة أو جسد فهي وقبْ . وأَوْقَبَ الشيءَ أَدْخَلَه في الوَقْبِ ، ووقب القمر وقوبا أي دخل في الظلِّ الذي يُغَيِّبه ويَكْسِفُه .
- قلت . سؤال لماذا نتعوذ من الليل اذا أظلم كل شيء أو القمر اذا غاب ؟
قال الرازي : وَإِنَّمَا أَمَرَ أَنْ يُتَعَوَّذَ مِنْ شَرِّ اللَّيْلِ لِأَنَّ فِي اللَّيْلِ تَخْرُجُ السِّبَاعُ مِنْ آجَامِهَا وَالْهَوَامُّ مِنْ مَكَانِهَا، وَيَهْجُمُ السَّارِقُ وَالْمُكَابِرُ وَيَقَعُ الْحَرِيقُ وَيَقِلُّ فِيهِ الْغَوْثُ ، وَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّ فِي اللَّيْلِ تَنْتَشِرُ الْأَرْوَاحُ الْمُؤْذِيَةُ الْمُسَمَّاةُ بِالْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ قُوَّةَ شُعَاعِ الشَّمْسِ كَأَنَّهَا تَقْهَرُهُمْ، أَمَّا فِي اللَّيْلِ فَيَحْصُلُ لَهُمْ نَوْعُ اسْتِيلَاءٍ .
- هَلْ يَجُوزُ الِاسْتِعَانَةُ بِالرُّقَى وَالْعُوَذِ أَمْ لا ؟
قَالُوا: إِنَّهُ يَجُوزُ وَاحْتَجُّوا بِوُجُوهٍ :أَحَدُهَا: مَا رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَى فَرَقَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ :
بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ ).
( رواه مسلم عن أبي سعيد )
وَثَانِيهَا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "
( رواه مسلم عن أبي سعيد )
وَثَانِيهَا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "
مَنْ عَادَ مَرِيضًا، لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ "
( رواه أبو داود والترمذي قال حسن غريب ، وصححه الألباني )
وَثالثهَا: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ، مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ:
( رواه أبو داود والترمذي قال حسن غريب ، وصححه الألباني )
وَثالثهَا: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ، مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ:
" أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا"
(رواه مسلم)
وَ وَرَابِعُهَا : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ
(رواه مسلم)
وَ وَرَابِعُهَا : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ
" أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ
ثُمَّ يَقُولُ: " كَانَ أَبُوكُمْ يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ "
( رواه ابو داود والترمذي وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني )
- وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَ )
النَّفْثُ: النَّفْخُ لَيْسَ مَعَهُ رِيقٌ.
- قال القرطبي :
وَاخْتُلِفَ فِي النَّفْثِ عِنْدَ الرُّقَى ، فَمَنَعَهُ قَوْمٌ ، وَأَجَازَهُ آخَرُونَ.
قَالَ عِكْرِمَةُ: لَا يَنْبَغِي لِلرَّاقِي أَنْ يَنْفُثَ، وَلَا يَمْسَحَ وَلَا يَعْقِدَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانُوا يَكْرَهُونَ النَّفْثَ فِي الرُّقَى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دَخَلْتُ عَلَى الضَّحَّاكِ وَهُوَ وَجِعٌ، فَقُلْتُ: أَلَا أُعَوِّذُكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: بلى، وَلَكِنْ لَا تَنْفُثْ، فَعَوَّذْتُهُ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ.
وسئل مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنِ الرُّقْيَةِ يُنْفَثُ فِيهَا، فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ بِهَا بَأْسًا. وَإِذَا اخْتَلَفُوا فَالْحَاكِمُ بَيْنَهُمُ السُّنَّةُ :
رَوَتْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ،
( رَوَاهُ الْأَئِمَّةُ ) .
فلذلك أمر الله بالتعوذ منه، وقد دخل في هذه السورة كل شر يتوقى ويتحرز منه دينا ودنيا، فلذلك لما نزلت فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزولها لكونها مع ما يليها جامعة في التعوذ لكل أمر،
ويجوز أن يراد بشر الحاسد إثمه وسماجة حاله في وقت حسده وإظهاره أثره.
ثُمَّ يَقُولُ: " كَانَ أَبُوكُمْ يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ "
( رواه ابو داود والترمذي وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني )
- وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَ )
النَّفْثُ: النَّفْخُ لَيْسَ مَعَهُ رِيقٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) )
يَعْنِي السَّاحِرَاتِ اللَّائِي يَنْفُثْنَ فِي عُقَدِ الْخَيْطِ حِينَ يَرْقِينَ عَلَيْهَا. شَبَّهَ النَّفْخَ كَمَا يَعْمَلُ مَنْ يَرْقِي .- قال القرطبي :
وَاخْتُلِفَ فِي النَّفْثِ عِنْدَ الرُّقَى ، فَمَنَعَهُ قَوْمٌ ، وَأَجَازَهُ آخَرُونَ.
قَالَ عِكْرِمَةُ: لَا يَنْبَغِي لِلرَّاقِي أَنْ يَنْفُثَ، وَلَا يَمْسَحَ وَلَا يَعْقِدَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانُوا يَكْرَهُونَ النَّفْثَ فِي الرُّقَى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دَخَلْتُ عَلَى الضَّحَّاكِ وَهُوَ وَجِعٌ، فَقُلْتُ: أَلَا أُعَوِّذُكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: بلى، وَلَكِنْ لَا تَنْفُثْ، فَعَوَّذْتُهُ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ.
وسئل مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنِ الرُّقْيَةِ يُنْفَثُ فِيهَا، فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ بِهَا بَأْسًا. وَإِذَا اخْتَلَفُوا فَالْحَاكِمُ بَيْنَهُمُ السُّنَّةُ :
رَوَتْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ،
( رَوَاهُ الْأَئِمَّةُ ) .
- قوله تعالى : ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
الحاسد هو الذي تشتد محبته لإزالة نعمة الغير إليه، ولا يكاد يكون كذلك إلا ولو تمكن من ذلك بالحيل لفعل،فلذلك أمر الله بالتعوذ منه، وقد دخل في هذه السورة كل شر يتوقى ويتحرز منه دينا ودنيا، فلذلك لما نزلت فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزولها لكونها مع ما يليها جامعة في التعوذ لكل أمر،
ويجوز أن يراد بشر الحاسد إثمه وسماجة حاله في وقت حسده وإظهاره أثره.
سؤال: قوله: (من شر ما خلق ) هو عام في كل ما يستعاذ منه، فما معنى الاستعاذة بعده من الغاسق والنفاثات والحاسد ؟
الجواب: تنبيها على أن هذه الشرور أعظم أنواع الشر .
والحاسد: سَاخِطٌ لِقِسْمَةِ رَبِّهِ ، وَهُوَ يَبْخَلُ بِفَضْلِ اللَّهِ .
أمّا من فرح بنعمة الله على خلقه ، وتمنى مثلها فيستعملها في الخير فهذا ليس هذا بالحسد المذموم وهذا معناه الغبطة .
قال العلماء : الحاسِدُ لَا يَضُرُّ إِلَّا إِذَا ظَهَر حَسَدُهُ بِفِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَحْمِلَهُ الْحَسَدُ عَلَى إِيقَاعِ الشَّرِّ بِالْمَحْسُودِ، فَيَتْبَعُ مَسَاوِئَهُ، وَيَطْلُبُ عَثَرَاتِهِ، و يذمّ المحسود .