كتاب الطب النبوي

كتاب الطب  .


شرح أحاديث كتاب الطب النبوي :


ملخص كتاب الطب من صحيح البخاري :


مقدمة كتاب الطب  :

قمنا بعمل تلخيص واختصار وانتقاء لأبواب كتاب الطب في صحيح الامام البخاري ، وشرحنا نصوص الأحاديث من كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري للامام ابن حجر العسقلاني .
واضفنا حديث نبوي عن الخل ، وما جاء في كتاب الله في فضل الزيتون ، ولم نرغب في الاكثار مخافة الاطالة ،
وضممنا بعض الفيديوهات لأطباء .

تعريف الطب النبوي :

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:
 
والطب نوعان : الأول، طب جسد وهو المراد هنا،

 والثاني ،طب قلب ومعالجته خاصة بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام عن ربه سبحانه وتعالى.
 وأما طب الجسد :فمنه ما جاء في المنقول عنه صلى الله عليه وسلم ومنه ما جاء عن غيره ،
وغالبه راجع إلى التجربة ،
نوعي طب الجسد : نوع لا يحتاج إلى فكر ونظر بل فطر الله على معرفته الحيوانات مثل ما يدفع الجوع والعطش.
 ونوع يحتاج إلى الفكر والنظر كدفع ما يحدث في البدن مما يخرجه عن الاعتدال وهو إما إلى حرارة أو برودة وكل منهما إما إلى رطوبة أو يبوسة أو إلى ما يتركب منهما وغالب ما يقاوم الواحد منهما بضده والدفع قد يقع من خارج البدن وقد يقع من داخله وهو أعسرهما والطريق إلى معرفته بتحقق السبب والعلامة ،
فالطبيب الحاذق هو الذي يسعى في تفريق ما يضر بالبدن جمعه أو عكسه وفي تنقيص ما يضر بالبدن زيادته أو عكسه

مدار الطب والطب النبوي  :

ومدار ذلك على ثلاثة أشياء :
- حفظ الصحة
- والاحتماء عن المؤذي
- واستفراغ المادة الفاسدة ،
وقد أشير إلى الثلاثة في القرآن،
 فالأول من قوله تعالى:  "فمن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر" ،
وذلك أن السفر مظنة النصب وهو من مغيرات الصحة فإذا وقع فيه الصيام ازداد فأبيح الفطر إبقاء على الجسد ،
وكذا القول في المرض الثاني وهو الحمية من قوله تعالى :
"ولا تقتلوا أنفسكم " ، فإنه استنبط منه جواز التيمم عند خوف استعمال الماء البارد
والثالث من قوله تعالى: " أو به أذى من رأسه ففدية "،

فإنه أشير بذلك إلى جواز حلق الرأس الذي منع منه المحرم لاستفراغ الأذى الحاصل من البخار المحتقن في الرأس،

باب : ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء :

شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " .

زيادات في الحديث من طرق أخرى :
 في رواية طلحة بن عمرو، في أول الحديث:
 "يا أيها الناس تداووا "
ووقع في رواية طارق بن شهاب عن ابن مسعود رفعه
" إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا "
وأخرجه النسائي وصححه بن حبان والحاكم،
 ونحوه للطحاوي وأبي نعيم من حديث بن عباس ولأحمد عن أنس
: " إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا "
وفي حديث أسامة بن شريك :
" تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا الهرم " .
 أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والأربعة وصححه الترمذي وبن خزيمة والحاكم وفي لفظ إلا السام بمهملة مخففة يعني الموت ،
ولمسلم عن جابر رفعه :
"لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى"
 ولأبي داود من حديث أبي الدرداء رفعه:
" إن الله جعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام ".

معنى الانزال وان الشفاء متوقف على الاصابة باذن الله والتداوي لاينافي التوكل :

وفي مجموع هذه الألفاظ ما يعرف منه المراد بالإنزال في حديث الباب وهو إنزال علم ذلك على لسان الملك للنبي صلى الله عليه وسلم مثلا أو عبر بالإنزال عن التقدير،
 وفيها التقييد بالحلال فلا يجوز التداوي بالحرام،
 وفي حديث جابر منها الإشارة إلى أن الشفاء متوقف على الإصابة بإذن الله وذلك أن الدواء قد يحصل معه مجاوزة الحد في الكيفية أو الكمية فلا ينجع بل ربما أحدث داء آخر،
 وفي حديث بن مسعود الإشارة إلى أن بعض الأدوية لا يعلمها كل أحد وفيها كلها إثبات الأسباب وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله لمن اعتقد أنها بإذن الله وبتقديره وأنها لا تنجع بذواتها بل بما قدره الله تعالى فيها ،
وأن الدواء قد ينقلب داء إذا قدر الله ذلك وإليه الإشارة بقوله في حديث جابر بإذن الله ،
فمدار ذلك كله على تقدير الله وإرادته،
 والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب وكذلك تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار وغير ذلك .
 ويدخل في عمومها أيضا الداء القاتل الذي اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له وأقروا بالعجز عن مداواته .
ويحتمل أن يكون في الخبر حذف تقديره: لم ينزل داء يقبل الدواء إلا أنزل له شفاء .
وقد أخرج بن ماجه من طريق أبي خزامة وهو بمعجمة وزاي خفيفة عن أبيه قال:
 قلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به هل يرد من قدر الله شيئا ؟
قال: هي من قدر الله تعالى.
 والحاصل أن حصول الشفاء بالدواء إنما هو كدفع الجوع بالأكل والعطش بالشرب وهو ينجع في ذلك في الغالب وقد يتخلف لمانع والله أعلم .

كتاب الطب - باب الدواء بألبان الإبل :

معنى قوله (باب الدواء بألبان الإبل) :أي في المرض الملائم له

حديث أنس بن مالك : أن ناسا كان بهم سقم، قالوا: يا رسول الله آونا وأطعمنا، فلما صحوا، قالوا: إن المدينة وخمة،

 فأنزلهم الحرة في ذود له، فقال: " اشربوا ألبانها "،
 فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا ذوده، فبعث في آثارهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم، فرأيت الرجل منهم يكدم الأرض بلسانه حتى يموت.

شرح الحديث :
قوله فرأيت الرجل منهم يكدم الأرض بلسانه حتى يموت ، زاد بهز في روايته مما يجد من الغم والوجع وفي صحيح أبي عوانة هنا يعض الأرض ليجد بردها مما يجد من الحر والشدة ،
وفي رواية أنس فذكر ذلك قوم للحَجّاج -الأمير المشهور- فبعث إلى أنس فقال هذا خاتمي فليكن بيدك أي يصير خازنا له،
 فقال أنس إني أعجز عن ذلك قال فحدثني بأشد عقوبة الحديث ،
قوله بأشد عقوبة عاقبه النبي صلى الله عليه وسلم كذا بالتذكير على إرادة العقاب وفي رواية بهز عاقبها على ظاهر اللفظ ،
قوله فبلغ الحسن هو بن أبي الحسن البصري فقال وددت أنه لم يحدثه زاد الكشميهني بهذا ،
وفي رواية بهز: فوالله ما انتهى الحجاج حتى قام بها على المنبر فقال حدثنا أنس فذكره وقال :
قطع النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي والأرجل وسمل الأعين في معصية الله أفلا نفعل نحن ذلك في معصية الله .
وساق الإسماعيلي من وجه آخر عن ثابت حدثني أنس قال :
ما ندمت على شيء ما ندمت على حديث حدثت به الحجاج فذكره .
وإنما ندم أنس على ذلك لأن الحجاج كان مسرفا في العقوبة وكان يتعلق بأدنى شبهة ولا حجة له في قصة العرنيين لأنه وقع التصريح في بعض طرقه أنهم ارتدوا وكان ذلك أيضا قبل أن تنزل الحدود كما في الذي بعده وقبل النهي عن المثلة كما تقدم في المغازي ،
وقد حضر أبو هريرة الأمر بالتعذيب بالنار ثم حضر نسخه والنهي عن التعذيب بالنار كما مَرّ في كتاب الجهاد وكان إسلام أبي هريرة متأخرا عن قصة العرنيين .

(قوله باب الدواء بأبوال الإبل)

ذكر فيه حديث العرنيين ووقع في خصوص التداوي بأبوال الإبل حديث أخرجه بن المنذر عن بن عباس رفعه عليكم بأبوال الإبل فإنها نافعة للذربة بطونهم والذربة بفتح المعجمة وكسر الراء جمع ذرب والذرب بفتحتين فساد المعدة

 قوله أن ناسا اجتووا في المدينة كذا هنا بإثبات في وهي ظرفية أي حصل لهم الجوي وهم في المدينة ووقع في روايةأبي قلابة عن أنس اجتووا المدينة قوله أن يلحقوا براعيه يعني الإبل كذا في الأصل،
 وفي رواية مسلم من هذا الوجه أن يلحقوا براعي الإبل
و أخرج مسلم من طريق سليمان التيمي عن أنس قال  : إنما سملهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم سملوا أعين الرعاة .

كتاب الطب ، باب الحبة السوداء :

عن عائشة،: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
 «إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء، إلا من السام»

 قلت: وما السام ؟
 قال: الموت

وهو من حديث ابي هريرة .
وقد قال أهل العلم بالطب إن طبع الحبة السوداء حار يابس وهي مذهبة للنفخ ن نافعة من حمى الربع والبلغم ،مفتحة للسدد والريح مجففة لبلة المعدة ،
وإذا دقت وعجنت بالعسل وشربت بالماء الحار أذابت الحصاة ، وأدرت البول والطمث وفيها جلاء وتقطيع وإذا دقت وربطت بخرقة من كتان وأديم شمها نفع من الزكام البارد ،
وإذا نقع منها سبع حبات في لبن امرأة وسعط به صاحب اليرقان أفاده،  وإذا شرب منها وزن مثقال بماء أفاد من ضيق النفس والضماد بها ينفع من الصداع البارد ،
وإذا طبخت بخل وتمضمض بها نفعت من وجع الأسنان الكائن عن برد،
 وقال الخطابي : قوله " من كل داء " هو من العام الذي يراد به الخاص ،  لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها وإنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة وقال أبو بكر بن العربي العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به فإن كان المراد بقوله في العسل فيه شفاء للناس الأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى وقال غيره كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض فلعل

 معنى قوله : شفاء من كل داء أي من هذا الجنس الذي وقع القول فيه والتخصيص بالحيثية كثير شائع والله أعلم ،

وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : تكلم الناس في هذا الحديث وخصوا عمومه وردوه إلى قول أهل الطب والتجربة ولاخفاء بغلط قائل ذلك لأنا إذا صدقنا أهل الطب ومدار علمهم غالبا إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظن غالب فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم انتهى،
 وقد تقدم توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد والتركيب ولا محذور في ذلك ولا خروج عن ظاهر الحديث والله أعلم.

كتاب الطب -باب الحجامة من الداء :

احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حجمه أبو طيبة، وأعطاه صاعين من طعام، وكلم مواليه فخففوا عنه،
أي بسبب الداء قال الموفق البغدادي الحجامة تنقي سطح البدن أكثر من الفصد والفصد لأعماق البدن والحجامة للصبيان وفي البلاد الحارة أولى من الفصد وآمن غائلة وقد تغني عن كثير من الأدوية ولهذا وردت الأحاديث بذكرها دون الفصد ولأن العرب غالبا ما كانت تعرف إلا الحجامة وقال صاحب الهدي التحقيق في أمر الفصد والحجامة أنهما يختلفان باختلاف الزمان والمكان والمزاج فالحجامة في الأزمان الحارة والأمكنة الحارة والأبدان الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج أنفع والفصد بالعكس ولهذا كانت الحجامة أنفع للصبيان ولمن لا يقوى على الفصد.
قال أهل المعرفة : الخطاب بذلك لأهل الحجاز ومن كان في معناهم من أهل البلاد الحارة لأن دماءهم رقيقة وتميل إلى ظاهر الأبدان لجذب الحرارة الخارجة لها إلى سطح البدن ويؤخذ من هذا أن الخطاب أيضا لغير الشيوخ لقلة الحرارة في أبدانهم وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن بن سيرين قال إذا بلغ الرجل أربعين سنة لم يحتجم قال الطبري وذلك أنه يصير من حينئذ في انتقاص من عمره وانحلال من قوى جسده فلا ينبغي أن يزيده وهيا بإخراج الدم اهـ 

والحديث محمول على من لم تتعين حاجته إليه وعلى من لم يعتد به،
 وقد قال ابن سينا في أرجوزته : ومن يكن تعود الفصاده فلا يكن يقطع تلك العاده ثم أشار إلى أنه يقلل ذلك بالتدريج إلى أن ينقطع جملة في عشر الثمانين.
عن عبد الله ابن بحينة، يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

«احتجم بلحي جمل من طريق مكة، وهو محرم، في وسط رأسه»

قال الأطباء إن الحجامة في وسط الرأس نافعة جدا وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم فعلها
 وورد أنه صلى الله عليه وسلم احتجم أيضا في الأخدعين والكاهل أخرجه الترمذي وحسنه وأبو داود وبن ماجه وصححه الحاكم 
قال أهل العلم بالطب : فصد الباسليق ينفع حرارة الكبد والطحال والرئة ومن الشوصة وذات الجنب وسائر الأمراض الدموية العارضة من أسفل الركبة إلى الورك وفصد الأكحل ينفع الامتلاء العارض في جميع البدن إذا كان دمويا ولا سيما إن كان فسد وفصد القيفال ينفع من علل الرأس والرقبة إذا كثر الدم أو فسد وفصد الودجين لوجع الطحال والربو ووجع الجنبين ،
والحجامة على الكاهل تنفع من وجع المنكب والحلق وتنوب عن فصد الباسليق والحجامة على الأخدعين تنفع من أمراض الرأس والوجه كالأذنين والعينين والأسنان والأنف والحلق وتنوب عن فصد القيفال والحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم وتنقي الرأس والحجامة على ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن وهو عرق عند الكعب وتنفع من قروح الفخذين والساقين وانقطاع الطمث والحكة العارضة في الأنثيين والحجامة على أسفل الصدر نافعة من دماميل الفخذ وجربه وبثوره ومن النقرس والبواسير وداء الفيل وحكة الظهر ومحل ذلك كله إذا كان عن دم هائج وصادف وقت الاحتياج إليه والحجامة على المقعدة تنفع الأمعاء وفساد الحيض.

الخلّ :

وفي كتاب صحيح مسلم :
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" نِعم الأدم -أو الإدام- الخلّ " .
ورواه جابر بن عبد الله وقال :
فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وسلم .


الطب النبوي لا يتعارض مع العلم الحديث :


الخطأ أو العيب  ليس في نص الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
وإنما الآفة في فهم الناس لنص الحديث على نحو مغاير لمراد النصوص وقد اوضحنا ذلك  حين شرحناها بأقوال وكلام الحافظ ابن حجر
وقد ثبت صحة كثير من الأحاديث النبوية في الطب والتداوي بأقوال علماء الطب الحديث وهذا على سبيل المثال :

..فيديو دكتور بيرج عن الفوائد المذهلة للحبة السوداء




فوائد خل التفاح :



..فيديو دكتور مازن السقا :الحجامة وعلاج الأمراض




صدق الله ورسوله







تعليقات