لقاء الله . |
لقاء الله يوم القيامة :
لقاء الله بعد الموت
من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
قال تعالى : مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
سورة العنكبوت الآية 5قال فخر الدين الرازي: لمَا بَيّن الله بقوله: أحسب الناس أن العبد لا يترك في الدنيا سدى، و بَيّن في قوله: أم حسب الذين يعملون السيئات أن من ترك ما كلف به يعذب ،
كذا بَيّن أن من يعترف بالآخرة ويعمل لها ، لا يضيع عمله ولا يخيب أمله.
ذكر بعض المفسرين في تفسير "لقاء الله" أنه الرؤية ، وهو ضعيف ، فإن اللقاء والملاقاة بمعنى وهو في اللغة بمعنى الوصول.
فإن المشهور في الرجاء هو توقع الخير لا غير ،
ولأنا أجمعنا على أن الرجاء ورد بهذا المعنى، يقال: أرجو فضل الله ولا يفهم منه أخاف فضل الله، وإذا كان واردا لهذا لا يكون لغيره دفعا للاشتراك.
قلت : قال الله تعالى (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا) فكيف يفسر ترجوها بأنها الخوف من رحمة الله .
والرجاء فيه التوقع والحسبان والظن والطمع ، قال تعالى في سورة البقرة : " وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ".
قال تعالى " الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " النحل 32 .
كذلك يرى الظالم ساعة موته ، حيث يقول تعالى : وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ " الأنعام 93 .
وسواء عليك أن أردت لقاء الله وأحببت لقائه تعالى ،
أو أنك لم ترد لقاء الله وكرهت لقائه ،
فإنه آت لابد .
عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم »
حديث متفق عليه .
قال تعالى " حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " المؤمنون 100
كذا بَيّن أن من يعترف بالآخرة ويعمل لها ، لا يضيع عمله ولا يخيب أمله.
ذكر بعض المفسرين في تفسير "لقاء الله" أنه الرؤية ، وهو ضعيف ، فإن اللقاء والملاقاة بمعنى وهو في اللغة بمعنى الوصول.
معنى لقاء الله :
قلت: لقاء الله أي الوقوف بين يديه تعالى وفي حضرته، فيخاطبه ويسمع منه ، قال تعالى : " وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ" السجدة .معنى الرجاء :
وقال بعض المفسرين المراد من الرجاء: الخوف والمعنى من قوله: من كان يرجوا لقاء الله ،من كان يخاف الله، وهو أيضا ضعيف،فإن المشهور في الرجاء هو توقع الخير لا غير ،
ولأنا أجمعنا على أن الرجاء ورد بهذا المعنى، يقال: أرجو فضل الله ولا يفهم منه أخاف فضل الله، وإذا كان واردا لهذا لا يكون لغيره دفعا للاشتراك.
قلت : قال الله تعالى (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا) فكيف يفسر ترجوها بأنها الخوف من رحمة الله .
والرجاء فيه التوقع والحسبان والظن والطمع ، قال تعالى في سورة البقرة : " وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ".
والمراد من الآية:
التاكيد على وعد الله للمؤمنين الصابرين بالثواب والنصر والفوز بالجنة ، فمعنى الآية : من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله الذي أجله لبعث خلقه وسطره في كتابه لآت قريبا ولآت بثواب الله على طاعته .
وكأنّ الله تعالى يقول للصابر على طاعته وعلى ظلم الناس :
" أيها المؤمن، إنّ وعد الله حقٌّ وإنه آتٍ وقريب ، فأجزيك أجر ايمانك وعملك الصالح ، وأنصرك على من ظلمك ، وارفعك عليه.
قوله تعالى (وهو السميع العليم )
والله سميع لما قاله المؤمن وشهادته ولما قاله الظالمين ،
عليم بأعمالهم ، وعليم بمن صدق ومن كذب .
اذن فالآية هي تسلية للمؤمنين على ما أصابهم ، وتثبيتا لهم .
أجل الله ليس فقط يوم القيامة بل هو أيضا ساعة الموت: ،
فيرى المؤمن طلائع نصر الله وتحقق وعده وتأويل كتاب الله ، فيرى الملائكة ويسمع بشراهم ويفتح له من أبواب الخير وروح الجنة وتقر نفسه وعينه .قال تعالى " الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " النحل 32 .
كذلك يرى الظالم ساعة موته ، حيث يقول تعالى : وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ " الأنعام 93 .
لقاء الله لا مفر منه :
سواء عليك أن صدقت وآمنت بلقاء الله أو كذبت لقائه ،وسواء عليك أن أردت لقاء الله وأحببت لقائه تعالى ،
أو أنك لم ترد لقاء الله وكرهت لقائه ،
فإنه آت لابد .
عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم »
حديث متفق عليه .
قال تعالى " حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " المؤمنون 100
الصلاة ولقاء الله :
الصلاة هي لقاء الله في دار الدنيا ، فمن أقام الصلاة وخشع فيها وأحسنها ، فإن الله يحسن لقاء العبد يوم القيامة .يقول ابن القيم :
" للْعَبد بَين يَدي الله موقفان : موقف بَين يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة ، وموقف بَين يَدَيْهِ يَوْم لِقَائِه ،
فَمن قَامَ بِحَق الْموقف الأول هوّن عَلَيْهِ الْموقف الآخر ،
وَمن استهان بِهَذَا الْموقف وَلم يوفّه حقّه شدّد عَلَيْهِ ذَلِك الْموقف " .
و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى بُصَاقًا فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ ، فَحَكَّهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ :
" إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقُ قِبَلَ وَجْهِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى " .حديث متفق عليه .
" للْعَبد بَين يَدي الله موقفان : موقف بَين يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة ، وموقف بَين يَدَيْهِ يَوْم لِقَائِه ،
فَمن قَامَ بِحَق الْموقف الأول هوّن عَلَيْهِ الْموقف الآخر ،
وَمن استهان بِهَذَا الْموقف وَلم يوفّه حقّه شدّد عَلَيْهِ ذَلِك الْموقف " .
و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى بُصَاقًا فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ ، فَحَكَّهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ :
" إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقُ قِبَلَ وَجْهِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى " .حديث متفق عليه .