الله الرحيم قتل الأطفال في تسونامي

 

تسونامي 


تساؤلات ملحد حول محبة ورحمة الله :

يقول الشاب المعتنق الالحاد  : أنتم تقولون ان الله رحيم وأن رحمته مطلقة فلماذا أرسل اعصار تسونامي وقتل الأطفال ؟
وانتم تقولون أن المحبة من صفات الله أفلا يتعارض قتل الأطفال مع صفتي الرحمة و المحبة ؟


شاهد الفيديو :




وجوه الجواب :

الأول : المالك الخالق لا يُسأل عما يفعل :

أن الأطفال من خلق الله فهو الذي أنشأهم من عدم ،
فمن حقه وشأنه أن يتصرف في ملكه كيف يشاء ومتى شاء .
قال تعالى (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) آل عمران ،
وقال (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء .

الثاني : فساد الآباء والأرض:

أن الآباء عصوا الله الخالق وأفسدوا في الأرض ، فكان اعصار تسونامي وفق سياق ما أفسده الناس والأهل فدمر ما على الأرض .
قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الروم .

اذن تسونامي من عمل الناس بداية .

الثالث : عذاب وعقاب الله :

ان اعصار تسونامي المدمر القاتل هو عقوبة للآباء المفسدين الذين يسكنون قرب البحر وبينهم أطفالهم قال تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال .
فكأنّ الأباء هم الذي قتلوا أبناءهم حين عصوا الخالق.

الرابع : وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى :

أن عمر الأرض والحياة في الكون ضئيل مقارنة بالحياة الآخرة الأبدية ، وان الأطفال الذي قتلوا وحرموا من الحياة الدنيا ، سوف يمنحهم الله حياة أفضل وأبقى ،
ولو أن الله ترك الأطفال ليكبروا فلعلهم يعصوا الله حينئذ فيستحقوا حياة الحجيم ،
فظهر أن الله من رحمته أن قتلهم صغارا لينقذهم من عذاب النار .
قال تعالى في الطفل الذي قتله الخضر (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا)
و(وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ) الكهف .
ولذا فمثل اعصار تسونامي ينطبق على كل حادثة قدرها الله في الأرض من زلزال أو وباء أو حوادث السير أو حتى الحروب البشرية التي مات فيها الأبرياء .

الخامس :وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ :
 

ويتبع كل شيطان مريد ( الآياتان في سورة الحج ) ، فالانسان الملحد الذي يجادل في أن الله غير رحيم ، وعليه فلا يوجد خالق ولا اله ،
لا يعلم رحمة الله وحقيقتها، وكيف هي ؟ ومدى اتساعها .
ويظن نفسه أنها أكثر رحمة من الله ، والحقيقة غير ذلك ،
فالله أرحم من عباده جميعا بأنفسهم .
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي ، فإذا امرأة من السبي تبتغي ، إذا وجدت صبيا في السبي ، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ،
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ ، قلنا : لا ، والله ! وهي تقدر على أن لا تطرحه،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها )
حديث متفق عليه .
وقال تعالى (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا) الاسراء .

السادس رحمة الله وتعددها وسعتها :

تعدد رحمة الله فالله ليس له رحمة واحدة ، في الحديث :
عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله مائة رحمة ، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام ، فبها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ، وبها تعطف الوحش على ولدها ، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة ، يرحم بها عباده يوم القيامة) أخرجه مسلم في صحيحه .
ومن رحمة الله : تعدد نعم الله ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها )

(1) ومن رحمته : توبته على عباده ليتوبوا ، ومغفرته لمن أذنب من عباده في العمل وأساء ، بل ويغفر لمن كفر وجحد ربوبية الله ونعمه وعبادته والوهيته اذا رجع عن كفره وحجوده .

(2)ومن رحمة الله : انزال الكتب وارسال الرسل والأنبياء وانذار الناس بالعذاب .

قال الله على لسان نبيه هود (يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ)
وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء .
وقال (وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) القصص

(3) ومن رحمة الله : المطر وارسال الرياح وانزال الماء .
قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) الأعراف .
(4) ومن رحمة الله : الليل ، قال تعالى (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) القصص
(5)ومن رحمة الله : تعاقب الليل والنهار ، الظلام والضياء ، البرد والحرّ قال تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ).
(6) ومن رحمة الله : ما يكسب الناس من الرزق والمال والخير .
(7) ومن رحمة الله : خلق النبات والشجر والزروع والفواكه متاعا للحيوان والانسان .
(8)ومن رحمة الله : حفظك من وساوس الشياطين وهمزاتهم ، والهام الملائكة للانسان بالخير .
(9) ومن رحمة الله : كشف الضر والشفاء من الأمراض ورفع الأوبئة،
وانزال الدواء .

قال تعالى (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) الأنبياء .
قال (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل .
(10)ومن رحمة الله : جريان الفلك والسفن في البحار والأنهار ،
لتحمل الناس من أرض لأخرى ونقل المؤن والمتاع
، قال تعالى (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ )
(11) ومن رحمة الله : خلق الأنعام قال الله تعالى (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) النحل .
(12) ومن رحمة الله : رحمة الله بالجنين في فترة وجوده في بطن أمه ،
وكيف يمده من غذاء ويحفظه ويخلقه أطوارا ، ثم حين يخرجه من بطن أمه ، ثم كيف يخلق اللبن في صدر أمه ؟
وكيف ينزل الله رحمته في قلب الأم فتشفق على رضيعها وتحنو عليه لدرجة أنها تفدي ولدها بروحها ونفسها .

(13) ومن رحمة الله : شرائع الله ،
منها :  الرحمة باليتيم والضعيف والنساء بل والحيوان.
وفرض الاحسان للوالدين والناس .
وفرض الزكاة وجزاء المتطوعين في الصدقات للفقراء والمساكين والمحتاجين .
واستحباب العفو عن الناس والمسيء .

الخلاصة :

كما عرضنا آيات وبراهين وآيات أخرى ودلائل كثيرة لم نذكرها ولا نحصيها في تعدد رحمات الله واتساعها والحمد لله رب العالمين ، فلا يضر رحمة الله حدوث موت قتل طفل أو غرق امرأة تكون لحكمة لا نعلمها ولا ندركها .
تعليقات