المحبوب والمحبوب الأعظم

 

المحبوب  

صفات المحبوب  : 

الغفلة والنسيان :

المحبوب ينام في اليوم والليلة فيصمت قلبه وعقله عن ذكر الحبيب ،
والمحبوب يعتري ذاكرته النسيان .

لكن المحبوب الأعظم لا يغفل عمن أحبهم ويحبونه مهما بعدت بينهم المسافات والأزمان ، أو غابوا في زحمة الناس ومشاغل الكسب وكد الأحمال ،
ولو لطرفة عين .

الغيرة على الحبيب :

المحبوب الأعظم لا يغار على حبيبه أن يحبه الأخرين ،
بل بالعكس  هو يروج لحبيبه  ليزيد المحبين /
يقول (إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء،
فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض
)

المحبوب حين تموت :

اذا مات الحبيب ورقد في قبره وحيدا ، رجع عنه المحبين وانصرفوا عنه /
لكن المحبوب الأعظم هو معه في قبره وظلمته يؤنسه بنور فضله  مطلع عليه ومشاهد له، ويرسل اليه رسلا يرفقون به ويبشرونه بالخير ويرزقه نصيبه من النعيم .

العفو:

المحبون لا يغفرون قط لحبيبهم اذا خانهم وأحب غيرهم /
لكن المحبوب الأعظم يعفو ويغفر ويعطيك الفرصة تلو الأخرى ويأخذ بيدك اليه ، واذا رجعت اليه فرح بك فرحا شديدا ولايبالي بما مضى من خطاياك وسوءات.

المحبوب و الظنون :

المحبوب تأخذه الظنون ،

لكن المحبوب الأعظم لا يسيء الظن بك أو الفهم أو حقيقة العبارة .

ولا تطوف به الظنون ، ولا توسوس له الشياطين  
فهم يوهمون المحبوب بما ليس في الحبيب .

المحبوب و صورة الحبيب :

المحبين بدرجة أو بأخرى يحبون جمال صورة الحبيب ، فااذا اعتراه تشويه في الخلقة والصورة من حريق أو غيره ،
أو نالت منه الشيخوخة ،
 تغير حبهم وتأثر قربهم ودنوهم.
لكن المحبوب الأعظم لا يهتم أبدا ولا تؤثر فيه أي تشوهات ،
فهو يرى روحك ونفسك التي أحبها لا جسدك الذي سيصبح جيفة يوما ما.

غنى المحبوب :

المحبوب يفتقر دوما الى كلمة الحبيب وهمسته ورقة حنانه ولوعة فؤاده ولهيب شوقه .
لكن المحبوب الأعظم مستغن بذاته عن كافة الخلق المحبين وهم الفقراء اليه /
لا تناله منهم وردة أو زهرة أو هدية ثمينة أو قربان أو عبادة ،
انما ما يقدمه المحبين له هو لهم مردود اليهم أضعافا مضاعفة من الاحسان والانعام .

الغزل والمحبوب : 

قيل في غزل المحبوب :

كم من محبوب له عيون كضي القمر ،
أو لها سهام تصيب القلوب.
جاءت بوجه كأنّ البدر برقعه  نورا على مائس كالغصن معتدلِ
يستحي ياسمين الدنيا من جمالها  ولا يليق بجمال عينيها سوى الغزلِ .


لكن قيل في المحبوب الأعظم :
يُعْجِز إنعامه صفة الواصفين   وتفوت آلاؤه عدد العادّين
 وتسع رحمته ذنوب المسرفين .
رَضِيَ عن عظيم النعم بقليل الشكر   وغفر بعقْد النّدم كبير الذنوب
  ومحا بتوبة الساعة خطايا السنين .


تعليقات