أنواع وساوس وهمزات الشياطين وعلاجها

وسوسة الشيطان   

 




ما هي وساوس الشيطان وعلاجها :


كم مرة قلت هذا من وساوس الشيطان ؟:


المؤمنون يؤمنون بوجود الشيطان ويؤمنون بوسوسته لهم ،
لكن هذا نظرياً فقط ،
أما عملياً وفي واقع حياتهم من قول وفعل،
فلا يكاد أحد أن يذكر بالأمس أو اليوم أن ما فعله أو ارتكبه أو الذي قاله ،
أو الذي كان بينه وبين الآخرين من شحناء ومشاكل ، سببه الشيطان .
انما هم يرجعون كل ما يحدث بينهم بسبب كذا وكذا وليس بسبب خواطر الشيطان ،
وان ما خطر في باله أو اعتراه هو من نفسه .
كما سنراه فيما يأتي من ذكر الحديث النبوي الذي فيه قول الرجل الغاضب للذين طلبوا منه الاستعاذة : " أمجنون أنا؟ " .

أيها الزوج ، أيتها الزوجة، من منكم من أقرّ وعلم أن خلافاتهم أغلبها وساوس واوهام ونتيجة غضب أحمق سببه الشيطان ؟
أيها الاخوة ، من منكم عرف أن القيطعة بينكم ليس أساسها لأن أخيك فعل كذا وكذا ولم يتصل يوم كذا ولم يسأل عنك ساعة كذا،
وانما أساسها وسوسة الشيطان جعلتك تشتاط غيظا على أخيك ؟
ويا أخي هل عرفت حين رفضت اعطاء قرضا طلبه منك فلان ، أو تبرعا لمسجد أو محتاج ، أو لم تغلق محلك وقت الصلاة وطلبت من العمال لا ينقطعوا عن العمل ،
أن كل ذلك من عمل الشيطان وليس بسبب وجهة نظرك ورأيك في القضية ؟
تابع قراءة الموضوع لتعرف المزيد :

معنى الوسوسة في اللغة :

أصلها : الصوت الخفي من ريح. والوسواس: صوت الحلي. ويقال لهمس الصائد والكلاب : وسواس.
ولما كان حديث النفس وحديث الشيطان، صوت خفي غير مسموع أُطْلِقَ عليهما وسوسة .
فكل ما يخطر على البال والنفس ويتردد في الصدر فهو وسوسة .
(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) الاسراء
في التنزيل (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى) سورة طه
وقال (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) سورة ق .


أنواع مايلقي الشيطان :

1.وحي الشياطين :

 منها :" الجدال في العقائد " و" الأشعار " و"البدع في العبادات "و"صنع المسكرات"
قال الله في وحي الشيطان (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ) الأنعام
وقال (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) الأنعام
قال تعالى (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) المائدة

2.همزات الشياطين :

منها "المسّ" :
قال (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)
قال بعض المفسرين : أن مس الشيطان بمعنى الوسوسة وأنكروا ان يكون للشيطان فعل وقدرة على الأذى البدني،
وان الوسوسة هي التي سبب المرض .
قلت : لنا أنه قال " مسني بنصب وعذاب " ولم يقل " وسوس لي " ،
وقوله تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) البقرة ،
ولنا أيضا الأحاديث الصحيحة في قدرة الشيطان بالأذى الجسدي:
قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:  " ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها " .
ثم يقول أبو هريرة: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} [آل عمران: 36] " رواه البخاري ومسلم .


قال تعالى (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ) المؤمنون
قال ابن زيد في تفسير قوله: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ) قال: همزات الشياطين: خَنْقهم الناس، فذلك هَمَزاتهم.
قال القرطبي : والهمز في اللغة النخس والدفع .

3.وسوسة الشياطين : " تزيين المعاصي"

4.طائف الشيطان : " الأوهام"

5.نزغ الشيطان : منها : "الغضب" /الخوف /الكسل

6.رجز الشيطان : منه " الاحتلام "

7.النسيان : "يستر العقل" أو"يشغله ويذكّره بأمور أخرى "
(فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) الكهف
(وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الأنعام .
(وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) يوسف


أنواع وساوس الشيطان :

1.تزيين المعاصي والفواحش
(وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ) الأنفال
2. القاء الشبهات في العقائد .
3.القاء الأوهام
4. القاء الخوف . قال تعالى(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) آل عمران .
وقال (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا) آل عمران .
5.القاء الأمر
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) (وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ)


وسوسة الشيطان ووسوسة النفس :

البعض من العلماء ذكروا فروقا بين وسوسة الشيطان وسوسة النفس منهم الشيخ الشعرواي رحمه الله وجازاه الله عنا خير الجزاء ،
ولكن الصواب أنهما شيء واحد ، بمعنى أن الشيطان يوسوس للنفس أولا ، ثم توسوس النفس بما ألقاه الشيطان ،
والدليل في قصة يوسف واخوته ، فما قاله اخوة الشيطان في بداية القصة (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ) حتى قوله تعالى (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ).
هذا قول أبيهم يعقوب عليه السلام أن نفوسهم هي التي سولت لهم .
لكن انظر الى ختام القصة والسورة حيث يقول (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
فجعل يوسف عليه السلام أن الأمر كله بدأ بنزغ الشيطان (إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)
فالشيطان أولا يوسوس للنفس ، ثم تردد النفس تلك الوسوسة وتتبع ما ألقاه الشيطان في روعها .

نزغ الشيطان :

قال الله تعالى في كتابه العزيز : (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)
الاسراء 53 .
قال البعض : النزع بمعنى الوسوسة
وقيل : معنى النزغ: حركة الشيطان بسرعة ليوجب فسادا، ومنه قول النبي عليه السلام " لا يشر أحدكم على أخيه بالسلاح لا ينزع الشيطان في يده"،
فهذا يخرج اللفظة عن الوسوسة.
قال بعض المفسرين : أمر الله تعالى في هذه الآية المؤمنين فيما بينهم خاصة، بحسن الأدب وإلانة القول، وخفض الجناح وإطراح نزغات الشيطان، وقد قال صلى الله عليه وسلم:" وكونوا عباد الله إخوانا". وهذا أحسن، وتكون الآية محكمة. قوله تعالى:" (إن الشيطان ينزغ بينهم) " أي بالفساد وإلقاء العداوة والإغواء.
يقال: نزغ بيننا أي أفسد، قاله اليزيدي. وقال غيره النزغ الإغراء. (إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) أي شديد العداوة.
وفي الخبر" أن قوما جلسوا يذكرون الله، عز وجل فجاء الشيطان ليقطع مجلسهم فمنعته الملائكة فجاء إلى قوم جلسوا قريبا منهم لا يذكرون الله فحرش بينهم فتخاصموا وتواثبوا فقال هؤلاء الذاكرون قوموا بنا نصلح بين إخواننا فقاموا وقطعوا مجلسهم وفرح بذلك الشيطان". فهذا من بعض عداوته.
وقال(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأعراف

علاج الوسوسة والنزغ والتخلص من همزات الشياطين :


1.الغسل والوضوء .
2.الاستعاذة بالله وبكلماته وذكره تعالى .
قال تعالى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
وقال (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) الأعراف
3.التوقف عن مجاراة ما يلقي الشيطان في النفس وعدم التفكير فيها .


الغسل والوضوء:

قال تعالى (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ) الأنفال
قيل :الاحتلام من وسوسة الشيطان وهو رجز الشيطان .
وقيل : وسوس الشيطان إليهم أنْ خوفهم من الهلاك، فلما نزل المطر زالت تلك الوسوسة،
فروي أنهم لما ناموا واحتلم أكثرهم، تمثل لهم إبليس وقال أنتم تزعمون أنكم على الحق وأنتم تصلون على الجنابة، وقد عطشتم ولو كنتم على الحق لما غلبوكم على الماء فأنزل الله تعالى المطر ليطهرهم من الجنابة ووسوسة الشيطان .
وروى أحمد وابو داود بسند ضعيف لكن متنه ومعناه صحيح يتفق مع الاية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ) ، وقد قرره ابن القيم وابن تيمية .وفي صحيح البخاري : عن سليمان بن صرد قال:
استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: إني لست بمجنون.
قلت. حديث البخاري شاهد لهذا الحديث" ان الغضب من الشيطان "،

قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث :
وقيل إنه كان من جفاة الأعراب وظنّ أنه لا يستعيذ من الشيطان إلا من به جنون ،
ولم يعلم أن الغضب نوع من شر الشيطان ولهذا يخرج به عن صورته ويزين إفساد ما له كتقطيع ثوبه وكسر آنيته أو الإقدام على من أغضبه ونحو ذلك مما يتعاطاه من يخرج عن الاعتدال ، وقد أخرج أبو داود من حديث عطية السعدي رفعه " إن الغضب من الشيطان".

-وقال تعالى في مس الشيطان لأيوب عليه السلام ( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ) سورة ص



تعليقات